رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom لمناسبة ولادة الامام علي (ع) انطلاقا من رؤية متكاملة رأى فيها الامام موسى الصدر: “نحن في لبنان، المعرض للمذاهب والأديان، نمثّل عليّ بن أبي طالب. إذا نحن محسوبون عليه وما كنا جيدين، في الحقيقة وجودنا ليس زينًا عليه، بل شينًا عليه، الإمام يعني القدوة، الإمام يعني النموذج، الإمام يعني المثال. فهل نحن في حياتنا نتشبه بالإمام؟
يوم المولد يطل علينا، ونحن في خلال هذا اليوم، ننظر إلى وجه عليّ المشرق من جديد ونطمئن، وأمامنا ألف مشكلة. ولا نشك أن عليًّا، لو كان بيننا -وهو بيننا دائمًا بروحه، برسالته، بدعوته، بجهاده، بتعاليمه، بأوامره- لو كان بيننا كان يرضى لنا هذا الوجه الاجتماعي؟ كان يرضى لنا وضعنا أمام إسرائيل؟ كان يقبل منا الذل؟ هو كان يرضى بهذا الذل؟ الإمام لو كان بيننا، هل كان يقبل أن طاقاتنا، وسعينا، وسيفنا، وبأسنا، يصرف لمصالحنا الخاصة؟ أو لضرب إخواننا وجيراننا من هنا وهناك؟ كان يقبل منا! الإمام لو كان بيننا هل كان يقبل أن نظلم أزواجنا؟ أو أن لا نربي أولادنا؟ أو أن نتصرف هذه التصرفات هنا وهناك؟ وهو الذي كان يحمل الدرة المعروفة بالسبيكة، السوط، كان يدخل في السوق وينادي: الفقه ثم المتجر ثم يتفقد. فإذا وجد مظلومًا يقول: الضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه… وهكذا كان يحكم بين الناس.
عليّ بن أبي طالب موجود بيننا، هو ليس جسمًا حتى نقول: جسمه مات؛ حقيقته بكلماته، بتعاليمه.؛ حقيقته بسيرته، بحياته؛ حقيقته بمواقفه كلّها بارزة وتبرز أمامنا مع المولد. ونحن نقف أمام هذه الذكرى، ماذا نعمل؟ ما صلتنا بعليّ بن أبي طالب؟ إذا ما كان هناك صلة عملية. كلّ حسب ونسب في النار إلا حسبي ونسبي. ولا حسب ولا نسب لهم إلا عملنا، وتقوانا، وسعينا ومواقفنا.
أمام الذكرى، علينا أن ننتبه إلى ما نتمكن أن نقتبس لصالحنا، لحياتنا، لكرامتنا ثم إذا لم يكن الشيء من هذا النوع على الأقل لكرامته هو، لأن واقعنا لا يشرّف عليّ بن أبي طالب، وهو الكبير وهو العظيم وهو أب لنا وهو سيد لنا نحبه بكلّ وجودنا. شهد الله أنا لا أشك بأن كلّ واحد منا حينما يفكر، يجد نفسه مستعدًا للفداء لعليّ بن أبي طالب، أليس كذلك؟ أليس كلّكم مستعدين؟ طيب! فداء لعليّ بن أبي طالب، ماذا تعني يا جماعة؟
هو غير موجود بجسمه، لكن ما هو أعز منه موجود، دينه، دين رسول الله، تعاليمه، طرقه، مسالكه، سبله، صلاة ربه، صيام ربه، هذا هو. فإذًا، نحن مستعدون للفداء والتفاني في سبيله. نعتز بالانتساب إليه، ونتشرف بذلك. فما لنا ونحن نتجاهل هذا الإمام العظيم؟ ما لنا ونؤيد أعداءه؟ صحيح أم لا؟ أعداء عليّ بن أبي طالب من هم؟ أعداء هدفه، أعداء رسالته، أعداء سيره وخطه، المنافقون أعداء عليّ، عبدة الأصنام أعداء عليّ، الفسّاق والفجّار أعداء عليّ، المتنكرون للإسلام أعداء عليّ.
عليّ بن أبي طالب تعتقد أنه كان يقتل لشأن نفسه؟ عمرو بن عبد ود العامري سبّ أم الإمام وبصق في وجهه فما قتله وقام، لكن لله كان يقتل لأن يده يد الله، وعينه عين الله. عليّ بن أبي طالب لا يريد منا نحن أن نسب أعداءه، لا يريد. ليس له أعداء هو، هو ما كان يعتبر لنفسه شيئًا. لا يريد من دنياكم… وهو يقول: وقد اكتفى من دنياكم بطمريه، ومن طعامه بقرصيه، يعني لبسين خليقين عتيقين، هذا هو لبس الإمام وموفور له، أيّ كان يشتغل لتحصيل هذا الشيء. فالرجل ما كان يريد من دنياكم شيئًا. ويقول: الدنيا أهون عندي من عفطة عنز، ويقول: يا دنيا غرّي غيري، ألم يقل هذا؟
فإذًا، ماذا كان وراء تحرك الإمام وسيره وجهاده ومواصلة ليله بنهاره، وتحمله للمشاق والأذى؟ ما كان وراءه؟ كان يريد الدنيا! لا، كان يريد تقوية هذا الدين، وهو الذي كان يقول: لو حملوني على الأكتاف لما تركتك لحظة.
هذا الرجل هدفه قائم الآن. فإذا نحن ضعّفنا الإسلام، قللنا من قيمة الإسلام، تركنا الصلاة، تركنا الواجبات، شاركنا الموجة العامة للفسق والفجور، نحن نعطي السلاح بيد أعداء عليّ بن أبي طالب حتى يميتوه. عليّ بن أبي طالب ما له ولنا؟ نحن جماعته؟ إذا كنا مثله، إذا كنا في خطه، إذا مثلما قال: وإنكم لا تستطيعون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد.
إذا سلكنا خطه، إذا بقينا في طريقه فنحن من جماعته، وإلا فلا، وأنتم لا ترضون حتمًا بذلك لأنكم تحبون الإمام، نحبه حتمًا إذا كان مع شيء من المعرفة والوعي نتحول إلى تأييده ومشاركته، وسعينا في خدمته، وتقويتنا لأهدافه، وتضعيفنا لأعدائه هذا هو الخط الذي نستوحيه من ذكريات الإمام”
وفي ما يحصل في فلسطين ولبنان رأى الفوعاني أن العدو الصهيوني عجز عن تحقيق اي من أهدافه وغدا طوفان الأقصى يعيد مجد الأمة ويحفظ كرامتها المهدورة وتشرق بيارق الانتصار من أنامل المجاهدين وبات النصر والتحرير صبر مواجهة وبات المقاومون في لبنان وفلسطين يرسمون عنوان مراحل المستقبل الذي استشرفه دولة الرئيس نبيه بري يوم رأى انه لم يعد يجدي الا المقاومة والمقاومة فقط وما يحصل اليوم يثبت إرادة المقاومة التي تتشبث بفلسطين وبقدسها الشريف واقصاها وحركة امل كانت ومازالت وستبقى افواج مقاومة وشهادة وانتصار وعين ساهرة انطلقت من عين البنية وارتقت مواجهات تدحر العدو الصهيوني في خلدة لتسقط كل المعادلات وتثبت مجددا صوابية الرؤية الاستشرافية للإمام القائد السيد موسى الصدر…
الفوعاني رأى ان ما يجري في الجنوب لا يمكن فصله عما يجري في غزة واي حديث عن تهدئة يجب ان يبدأ من وقف الة الأجرام على اهلنا في فلسطين وحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني دون اكتراثه للقوانين الانسانية والدولية.
الفوعاني اعتبر ان الواقع الداخلي اللبناني بحاجة الى رجال دولة ومسؤولين يغلبون مصلحة البلد على المصالح الشخصية وان الاوان ليتحمل الجميع المسؤولية لإنهاء الشغور الرئاسي وليصار بعدها الى ملء الفراغات في كافة مؤسسات الدولة اذا ما أردنا الحفاظ على وطننا.
ودعا الجميع الى ملاقاة الرئيس بري الذي أبقى يده ممدودة للحوار والتلاقي من اجل لبننة كل استحقاقاتنا والرهان على أنفسنا والكف عن الرهان على الخارج الذي اثبت ان مصالحه فوق كل شيء.
الفوعاني ختم ان القضية اليوم هي اولا واخرا فلسطين ولا يمكن التضحية بهذه القضية والمقاومة اليوم انتصرت عسكريا ويبقى استكمال هذا الانتصار وانتصار سياسي وعدم الرضوخ لهذا العدو المهزوم والمأزوم وبالتأكيد التحرير آت والقدس ستبقى عاصمة فلسطين وغزة ستكون مفخرة الامة واسمها سيجل في التاريخ الحديث انها ببطولات مقاومتها وشعبها سقطت اسرائيل وبدأ معها زمن التحرير الكبير.