عهد جديد للبنان: عون وسلام يفتحان أبواب الأمل والنهضة
يشهد لبنان فجرًا جديدًا مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية وتكليف القاضي نواف سلام برئاسة الحكومة. هذه اللحظة تحمل معها تطلعات اللبنانيين لتغيير طال انتظاره، في ظل أزمات اقتصادية وسياسية أثقلت كاهل الوطن. بخطابين اتّسما بالوضوح والطموح، وضع عون وسلام خارطة طريق تُجدّد الأمل في بناء دولة حديثة قوية تُنصف مواطنيها وتعيد لهم الثقة بالمستقبل.
الرئيس جوزاف عون أكد في خطاب القسم على ضرورة إعادة الاعتبار إلى سيادة القانون ومكافحة الفساد باعتبارهما الركائز الأساسية لبناء الدولة. دعا إلى توحيد الجهود للنهوض بالمؤسسات وتعزيز الشفافية، مشيرًا إلى أن لبنان قادر على تجاوز أزماته إذا ما تكاتف أبناؤه نحو هدف مشترك.
من جهته، أطلق القاضي نواف سلام رؤيته للعمل الحكومي من خلال التركيز على إعادة الإعمار، خاصة في المناطق المتضررة من العدوان الأخير، والعمل على تعزيز الاقتصاد المنتج الذي يوفر فرص العمل للشباب ويضمن العدالة الاجتماعية للجميع.
تتقاطع رؤى عون وسلام في عدة نقاط رئيسية تشكّل الإطار العام للعهد الجديد، أبرزها:
• تعزيز الشفافية والاستقلالية: عبر إصلاح القضاء وتفعيل مؤسسات الرقابة لضمان المحاسبة ومكافحة الفساد.
• إعادة الإعمار والتنمية: التزام بإعادة بناء المناطق المدمّرة وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
• اقتصاد منتج ومستدام: وضع سياسات اقتصادية تهدف إلى تحفيز النمو وتقليل البطالة، مع تعزيز التعاون مع الخارج.
• تثبيت سيادة الدولة: بسط سلطة القانون على كامل الأراضي اللبنانية وضبط الحدود، بما يعيد للدولة هيبتها.
لا يخفى على أحد أن التحديات أمام القيادة الجديدة كبيرة؛ من أزمة مالية خانقة إلى آثار العدوان الإسرائيلي الأخير. لكن خطابَي الرئيس ورئيس الحكومة يبعثان برسائل طمأنة وشجاعة، مفادها أن العمل الجاد والمخلص كفيل بتحقيق التغيير.
لبنان الجديد الذي يحلم به المواطنون ليس مجرد شعار، بل فرصة حقيقية للنهوض. فبفضل الخطط الطموحة والرؤية الواضحة التي طرحها عون وسلام، يمكن لهذا البلد أن يعود ليأخذ مكانته بين الدول كمنارة للعدالة والحرية والإبداع.
اللبنانيون اليوم على مفترق طرق، يتطلعون إلى عهدٍ يعيد إليهم كرامتهم، ويؤمن لهم مستقبلاً واعدًا. من خلال تكاتف الشعب مع قيادته، يمكن تحقيق نقلة نوعية تغيّر واقعهم وترتقي بمستوى معيشتهم.
في هذا العهد الجديد، كل لبناني مدعو للمشاركة في إعادة بناء وطن يتسع للجميع، وطن يستحقونه بجدارة، وطن يحاكي طموحاتهم وأحلامهم.