عهد جديد للبنان: عون وسلام يفتحان أبواب الأمل والنهضة

يشهد لبنان فجرًا جديدًا مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية وتكليف القاضي نواف سلام برئاسة الحكومة. هذه اللحظة تحمل معها تطلعات اللبنانيين لتغيير طال انتظاره، في ظل أزمات اقتصادية وسياسية أثقلت كاهل الوطن. بخطابين اتّسما بالوضوح والطموح، وضع عون وسلام خارطة طريق تُجدّد الأمل في بناء دولة حديثة قوية تُنصف مواطنيها وتعيد لهم الثقة بالمستقبل.

الرئيس جوزاف عون أكد في خطاب القسم على ضرورة إعادة الاعتبار إلى سيادة القانون ومكافحة الفساد باعتبارهما الركائز الأساسية لبناء الدولة. دعا إلى توحيد الجهود للنهوض بالمؤسسات وتعزيز الشفافية، مشيرًا إلى أن لبنان قادر على تجاوز أزماته إذا ما تكاتف أبناؤه نحو هدف مشترك.

من جهته، أطلق القاضي نواف سلام رؤيته للعمل الحكومي من خلال التركيز على إعادة الإعمار، خاصة في المناطق المتضررة من العدوان الأخير، والعمل على تعزيز الاقتصاد المنتج الذي يوفر فرص العمل للشباب ويضمن العدالة الاجتماعية للجميع.

تتقاطع رؤى عون وسلام في عدة نقاط رئيسية تشكّل الإطار العام للعهد الجديد، أبرزها:

• تعزيز الشفافية والاستقلالية: عبر إصلاح القضاء وتفعيل مؤسسات الرقابة لضمان المحاسبة ومكافحة الفساد.

• إعادة الإعمار والتنمية: التزام بإعادة بناء المناطق المدمّرة وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

• اقتصاد منتج ومستدام: وضع سياسات اقتصادية تهدف إلى تحفيز النمو وتقليل البطالة، مع تعزيز التعاون مع الخارج.

• تثبيت سيادة الدولة: بسط سلطة القانون على كامل الأراضي اللبنانية وضبط الحدود، بما يعيد للدولة هيبتها.

لا يخفى على أحد أن التحديات أمام القيادة الجديدة كبيرة؛ من أزمة مالية خانقة إلى آثار العدوان الإسرائيلي الأخير. لكن خطابَي الرئيس ورئيس الحكومة يبعثان برسائل طمأنة وشجاعة، مفادها أن العمل الجاد والمخلص كفيل بتحقيق التغيير.

لبنان الجديد الذي يحلم به المواطنون ليس مجرد شعار، بل فرصة حقيقية للنهوض. فبفضل الخطط الطموحة والرؤية الواضحة التي طرحها عون وسلام، يمكن لهذا البلد أن يعود ليأخذ مكانته بين الدول كمنارة للعدالة والحرية والإبداع.

اللبنانيون اليوم على مفترق طرق، يتطلعون إلى عهدٍ يعيد إليهم كرامتهم، ويؤمن لهم مستقبلاً واعدًا. من خلال تكاتف الشعب مع قيادته، يمكن تحقيق نقلة نوعية تغيّر واقعهم وترتقي بمستوى معيشتهم.

في هذا العهد الجديد، كل لبناني مدعو للمشاركة في إعادة بناء وطن يتسع للجميع، وطن يستحقونه بجدارة، وطن يحاكي طموحاتهم وأحلامهم.

صعود DJOW MUSIC – جوزف ضو: من لبنان إلى المسارح العالمية

الحياة المبكرة وبداية المسيرة المهنية
وُلد جوزف ضو في لبنان، حيث تأثر بالتراث الثقافي الغني الذي أثار اهتمامه بعالم الـDJ. بدأ بتجربة الإيقاعات والمزج الموسيقي، وطور مهاراته ليبدع موسيقى تلامس الجماهير بعمق.

تجاوز التحديات
واجه جوزف العديد من العقبات في مسيرته، بما في ذلك قلة الموارد وصعوبة المنافسة في المجال. لكنه أصر على تحقيق طموحاته، واتخذ قرار الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة، وهو قرار فتح أمامه أبواباً جديدة للنمو والتعاون مع فنانين مشهورين.

الإنجازات والابتكارات
شارك جوزف في مهرجانات موسيقية كبرى حول العالم، وحاز على تقدير واسع بفضل صوته الفريد الذي يمزج بين الموسيقى الإلكترونية وأنواع أخرى. أسس جوزف علامة OWVRSZ، وهي منصة تهدف إلى تعزيز الإبداع والتعاون ودفع حدود الموسيقى إلى آفاق جديدة.

المساعي الحالية
في عام 2025، يواصل جوزف جولاته الدولية، حيث يتواصل مع جمهوره من خلال فعاليات بارزة. يعمل أيضاً على مشاريع موسيقية جديدة تجمع بين التأثيرات التقليدية والإيقاعات الإلكترونية الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بتوجيه الموسيقيين الطموحين، ومشاركة خبراته عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام.

مصدر إلهام للآخرين
تجربة جوزف تمثل مثالاً حيًا على أن بالإصرار والشغف يمكن تحقيق الأحلام. قصته تُلهم الجيل الجديد من الـDJs ومنتجي الموسيقى، وتؤكد أهمية الإيمان بالذات والالتزام برؤية واضحة.

لمزيد من المعلومات والتحديثات، تابع جوزف ضو على إنستغرام: @djowmusic.

بعلبك وطلال حيدر: قصيدة الحنين التي لا تشيخ

في بعلبك، لا الحجارة صامتة، ولا الريح ساكنة.

هناك، كل زاوية تحمل صوتًا، وكل درج يروي قصة، وكأن المدينة تناديك باسمك، تُذكّرك أنك لست عابرًا، بل جزءٌ من نبضها، ابنٌ لهذه الأرض التي لا تشيخ.

حين تتجول في أزقتها، تشعر أن طلال حيدر يرافقك، أن كلماته ليست بعيدة، بل تنبض في كل حجرٍ، وتُهمس في أذنك كما لو أنها خُلقت لتروي حكايتك:

“بغيبتك نزل الشتي،

قومي اطلعي عالبال

في فوق سجادة صلا

واللي عم بيصبوا قلال

صوتن متل مصر المرا

وبعلبك الرجّال.”

بعلبك ليست مدينةً عادية، هي ذاكرةٌ تحفظها الريح، وحجارةٌ تصلي بصمتٍ حين يغيب الضوء. وكما كتب طلال عن البيت الذي كان يحمل الفرح والوجع معًا:

“كان عندن بيت،

وصورة عليها ناس،

معلّقين بخيط،

وقعوا عن سطوح العمر

وستلقتّن الحجار.”

كيف يمكن أن تكون غريبًا عن هذا المكان؟

في بعلبك، ترى نفسك في عيون أهلها، في صوت أطفالها، وفي رائحة الخبز الذي يتصاعد من أفرانها القديمة. وفي كلمات طلال، تجد تلك التفاصيل الصغيرة، التي تجعل الحياة كبيرة:

“ركوة عرب ع النار وعبق الهال،

والليل عيونك، والليل خيال.”

كأن الليل في بعلبك يختلف، كأن النجوم أقرب، والهواء أكثر صدقًا. كل مرة تقرأ لطلال حيدر، تشعر أن كلماته ليست فقط وصفًا للمكان، بل هي جسرٌ يصل بين الحاضر والذاكرة. هي دعوة لنقف أمام هذا الزمن، محمّلين بحنينٍ يشبه الأبدية، وبشموخٍ يشبه قلعة بعلبك.

قال طلال:

“نيال فخّارا لهالجرة،

فرحان عندو عيد.”

وهكذا تبقى بعلبك، مدينةٌ تعيد لكل من مرّ بها شيئًا من نفسه.

وتبقى قلعتها شامخة، وشاعرها الذي حملها في قلبه، شاهدًا على أن الحنين ليس ضعفًا، بل هو القوة التي تجعلنا نُكمل الطريق، ونؤمن أن الغد، مهما كان بعيدًا، يحمل لنا أغنياتٍ لم تُغنَّ بعد.

وزير الثقافة يستقبل وفدًا من شركة RDC: الذكاء الاصطناعي بين التحديات والآفاق

في إطار حرصه على مواكبة القضايا المعاصرة ذات التأثير المباشر على المجتمع، استقبل وزير الثقافة، القاضي محمد وسام مرتضى، وفدًا من شركة Routes for Development and Consultancy (RDC) في مكتبه بالعاصمة بيروت. ضم الوفد الدكتور هاني عبدالله، الدكتورة ناديا عيتاني، والدكتور محمد إسماعيل، حيث ناقش الطرفان موضوع الذكاء الاصطناعي بعمق، انطلاقًا من أهميته المتزايدة وتأثيره المتشعب على حاضر المجتمعات ومستقبلها.

تناول اللقاء التحديات المتعددة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خطورة التخلف عن مواكبته وما يترتب عليه من فجوات تكنولوجية، فضلًا عن المخاطر الأخلاقية والاجتماعية التي قد تنتج عن سوء استخدام هذه التقنية. وجرى التأكيد على أن مواجهة هذه القضايا تتطلب وعيًا جماعيًا عميقًا ومسؤولية مشتركة بين مختلف الجهات، لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للنهوض بالمجتمع وتطويره بدلًا من أن يصبح مصدرًا للاضطراب أو التراجع.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على إطلاق برنامج توعوي مشترك بين وزارة الثقافة وشركة RDC يهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على مخاطره ومزاياه، وكيفية تسخيره لخدمة القضايا الوطنية والاجتماعية. كما أكد الطرفان على أهمية استمرار الحوار والتنسيق لوضع أسس متينة تسهم في بناء رؤية وطنية تعزز حضور لبنان في ميادين الابتكار والتكنولوجيا.

هذا اللقاء يعكس الوعي الكبير بأهمية استباق التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة، ويبرز التزام وزارة الثقافة وشركة RDC بالعمل المسؤول لتوظيف المعرفة في سبيل تحقيق نهضة فكرية وتكنولوجية تعزز من مكانة لبنان وتلبي تطلعات مجتمعه.

أراكسي تصدر جديدها “سلام”..وتؤكد: لهؤلاء الحق بالعيش بحرية!

أطلقت الفنانة أراكسي عملها الجديد بعنوان “سلام” وهي أغنية من كلمات وألحان المايسترو عبدو منذر الذي وقّع أيضاً الفيديو كليب الخاص بها.
وتتناول الأغنية موضوع السلام الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه فلا نجد دولة تعيش بسلام دون أية مشاكل، فأطلقت أراكسي هذا النداء لكي ترفع الصوت علّه يصل للعمل من أجل حلول الأمن والسلام في العالم أجمع.
وكشفت أراكسي في حديث خاص معها أن اختيارها توقيت إصدار الأغنية كان مقصوداً في زمن الميلاد والأعياد لعلها تجسّد كل امانينا بالسلام والأمان والتي نرجو تحقيقها.
وأكدت أراكسي على أهمية مشاركة الأطفال معها في تصوير الفيديو كليب كاشفةً أنهم طلابها كما أنهم يمثلون الجيل الجديد الذي ينشد الحب والسلام بعيداً عن العنف والحروب.
وتابعت اراكسي لتؤكد أنه لهؤلاء الحق بالعيش بأمان وحرية وفرح.
وعبّرت أراكسي عن سعادتها الكبيرة بالأصداء الإيجابية التي تركتها الأغنية الجديدة أكان لناحية الكلام أو اللحن أو الفيديو كليب، حيث أثّرت بكل من سمعها ودخلت القلوب لأنها أتت بالوقت المناسب لتعبر عن حاجتنا الماسة للسلام.
ألف مبروك للفنانة أراكسي على عملها الجديد “سلام” وكل التوفيق لها في مسيرتها الفنية وأعمالها المقبلة.

رابط اليوتيوب:

محفوظ: الرئاسة اللبنانية ترتبط الى حدود بعيدة بالمتغيّرات السريعة المفاجئة في المنطقة

رأى رئيس “المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع” عبدالهادي محفوظ  في تصريح أن “الرئاسة اللبنانية ورؤية الأطراف المختلفة لها، ترتبط الى حدود بعيدة بالمتغيرات السريعة المفاجئة في المنطقة”.

وقال:”البعض يجد صلة بين الرئاسة وسقوط النظام السوري، فيرى نفسه منتصرا ويطالب بانسحاب هذا الأمر على نوعية الرئيس الآتي الذي يجب أن يكون منحازا الى فريق المعارضة وملتزما توجهاتها لجهة تجريد حزب الله من سلاحه. والبعض الآخر لا يتجاهل المتغير السوري، غير أنه يغلب الوفاق والتفاهم على شخص الرئيس الذي يجب أن يكون حياديا في الداخل اللبناني ويحمي لبنان من إمكان امتداد التوترات السورية الى المحيط اللبناني، وما يعنيه ذلك من أوضاع سلبية في علاقة المكونات”. 

أضاف:”الدكتور سمير جعجع يعتبر نفسه اللاعب الأساسي في فريق المعارضة، لذلك يجد نفسه في الموقع الحقيقي ليكون رئيسا يؤسس على غلبة المعارضة السورية وانحسار الدور الإيراني وانسحاب حزب الله من سوريا. لذلك هو يريد نفسه للرئاسة أو شخصا يلتزم خريطة طريقه الرئاسية، وهو يدرك سلفا ضرورة فتح كوة العلاقة مع التيار العوني أو مع الرئيس نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وللجهتين استعصاءات صعبة التذليل، ومع ذلك ثمة رهانات لدى (الحكيم) على أن تواصل الانهيارات في الإقليم سيكون في صالح حساباته، او ستعيد طرح اسم جهاد أزعور للواجهة من ضمن أجندة تعطي الأولوية لإحياء الإقتصاد واستعادة حيوية البنوك اللبنانية وموقع لبنان المالي في المنطقة”.

تابع:”مثل الدكتور سمير جعجع، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل له حساباته الخاصة. لذلك يترك نوافذه مفتوحة على الموالاة والمعارضة في آن معا، من ضمن سياسة حذف أسماء مرشحين أساسيين. إن هذه السياسة استتبعت حذف فاعلين في تياره، وخصوصا ناخبين في البرلمان. ومن هنا يعرف جبران باسيل أن طريقه إلى الرئاسة مستبعد، ولكن هذا الطريق يعطيه حظوظا للإحتفاظ بحصة وازنة في أي حكومة إن أدار مناوراته الرئاسية بحسابات ذكية. بدوره، الثنائي الشيعي يقرأ ببراغماتية المتغيرات ويترك للرئيس نبيه بري المضي بالخيارات التي يراها مناسبة للمرحلة الحالية والمستقبل. وهذه البراغماتية الشيعية، تضع الرئيس بري في موقع الوصل والفصل، وتجعله موضع حاجة كل اللاعبين إليه من محليين ودوليين، ذلك انه يعرف تماما أن الفاعل الدولي الأساسي في المنطقة هو الأميركي الذي نجح في إضعاف كل القوى الإقليمية على السواء، ويريد أن تهدأ الأوضاع في لبنان عبر البوابة الرئاسية. وبالتالي ليس من مصلحته أن يكون هناك رئيس متطرف بهذا الإتجاه أو ذاك. وهكذا، ينبغي أن ننتظر دورا ما من المستشار الرئاسي الأميركي مسعد بولس في الشأن الرئاسي اللبناني، الذي لم تقتصر حساباته على عدد النواب المسيحيين، وإنما على استقراء المزاج المسيحي المدني، وهذا ما تفعله واشنطن”. 

وقال: ” أما بالنسبة إلى المكوّن السني اللبناني، فمرجعيته متنوعة والبعض منها يتأثر بغلبة الاتجاه (الإخواني) السوري. إنما المملكة العربية السعودية، وهي الفاعل العربي الإقليمي الأساسي سنيا، فإنها تؤثر الإعتدال السني، ولذلك تربط الرئاسة اللبنانية برئيس حكومة معتدل، وهذا الأمر قد يفتح الباب على سعد الحريري أو من يشبهه أو على رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي وأيضا على المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت”.

ختم:”في نهاية الأمر، الرئاسة اللبنانية ترتبط بخيارين: أولوية الأمن أو أولوية الإقتصاد. الأولوية الأولى يمثلها قائد الجيش العماد جوزاف عون وأولوية الإقتصاد يمثلها جهاد أزعور. إنما لا مانع أميركيا من المزاوجة بين الخيارين: جوزاف عون رئيسا وجهاد أزعور حاكمًا لمصرف لبنان، أو أزعور رئيسا وعون قائدا للجيش لوأد أي فتنة داخلية. باختصار شديد، المزاج النيابي المعارض ميال لجهاد أزعور، فيما المزاج الشعبي المدني المسيحي والعام ميال لجوزاف عون وهذا ما قد تأخذه واشنطن في الحسبان”.

المحلل المزيف
المحللون المزيفون: حينما تصرخ الفقاعات بصوت أعلى من الحقائق

وسط ضجيج الشاشات وزحمة السوشال ميديا، برز نوع من الشخصيات يُتقن فن الكلام والتظاهر بالمعرفة دون أي عمق حقيقي. أشخاص يرتدون عباءة المحللين الاستراتيجيين والخبراء الاقتصاديين، يُنصبون أنفسهم قادة للرأي العام، في حين أن خلفياتهم الفكرية لا تتجاوز كونها فقاعة، تبدو لامعة من الخارج لكنها فارغة تمامًا من الداخل. هذه الظاهرة لم تعد مجرد ظاهرة إعلامية عابرة، بل تحولت إلى معضلة تؤثر على الحقائق، وتُعيد صياغة الوقائع بما يخدم التضليل ويُعمق الانقسام، خاصة في أوقات الحرب.

كيف تُصنع الفقاعة؟
المحلل المزيف ليس مجرد شخص يفتقد إلى المعرفة، بل هو نتاج لمنظومة كاملة تُتيح له فرصة الظهور والصعود. فبدايةً، تتحمل وسائل الإعلام جزءًا كبيرًا من المسؤولية، إذ أصبح تركيزها ينصب على الإثارة بدلًا من الحقيقة. ولم يعد التحقق من المؤهلات شرطًا أساسيًا للظهور، بل أصبحت الشخصية الجاذبة والمثيرة للجدل هي البوصلة. كما أن منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في تضخيم هذه الظاهرة، حيث أتاحت لأي شخص الوصول إلى آلاف، بل ملايين الناس، دون أي رقابة على المحتوى.

من ناحية أخرى، هناك عامل يرتبط بجمهور المتلقين أنفسهم، إذ يبحث الكثير من الناس عن التحليلات السريعة التي تلبي احتياجاتهم العاطفية بدلًا من التحليلات العميقة المبنية على الحقائق. وهكذا، تصبح الفقاعة أكثر لمعانًا كلما زاد الجمهور تصفيقًا لها، رغم يقينهم بأنها مجرد فقاعة، ستنفجر في النهاية.

أضرار تتجاوز حدود الشاشة:
الخطر الأكبر لهذه الظاهرة لا يكمن فقط في نشر معلومات مضللة، بل في الطريقة التي تُعيد تشكيل الواقع. فعندما يُصبح الرأي العام أسيرًا لهذه الفقاعات، يبدأ بتكوين تصورات خاطئة تؤثر على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو حتى الحكومات. وخلال الحروب والفترة التي تليها، تزدهر هذه الفقاعات، حيث يُصبح التضليل أداة فعالة لإشعال النار أو إخمادها، حسب الأجندة التي يتبعها المحلل المزيف.

إضافة إلى ذلك، هذه الظاهرة تُساهم في تدمير الثقة بالإعلام الملتزم، حيث يُصبح من الصعب التمييز بين الصادق والمتلاعب. وهكذا، يدخل الجمهور في حالة من التيه الفكري، تُصبح فيها الحقيقة مجرد خيار بين عدة خيارات متضاربة.

ما الحل؟
معالجة هذه الظاهرة تتطلب جهودًا مشتركة من كل الأطراف. فعلى الإعلام أن يستعيد مسؤوليته الأخلاقية ويضع معايير صارمة لاستضافة المحللين، بحيث لا يُسمح لأي شخص غير مؤهل بالظهور. وفي المقابل، يجب تعزيز الثقافة النقدية لدى الجمهور، بحيث لا يكتفي بقبول أي رأي يُطرح أمامه، بل يُصبح قادرًا على التحقق والمقارنة وتحليل المعلومات بنفسه.

كما يمكن استغلال التكنولوجيا نفسها لمحاربة هذه الظاهرة، من خلال تطوير أدوات للتحقق من المعلومات وكشف التحليلات المضللة في الوقت المناسب. وهنا، يجب أن تكون الحكومات والمؤسسات الأكاديمية جزءًا من الحل، عبر دعم البحث العلمي والبيانات الموثوقة التي تُغلق الباب أمام التضليل.


المحلل المزيف ليس مجرد ظاهرة، بل هو انعكاس لخلل أعمق في العلاقة بين الإعلام والجمهور والحقيقة. الفقاعات، مهما بلغ لمعانها، ستبقى فارغة، لكن خطرها يكمن في قدرتها على التضليل وتوجيه الإدراك بعيدًا عن ما هو جوهري. والحل يبدأ عندما نُمعن النظر فيما وراء البريق، لنكتشف عُمق الحقيقة المخفية تحت سطح المظاهر الخادعة. فالحقيقة، مهما كانت شاقة أو مؤلمة، تظل النور الوحيد القادر على شق طريقٍ نحو الفهم والإنصاف. هي ليست مجرد خيار، بل هي الجوهر الذي يستحق أن نُكرس له جهودنا وأفكارنا.

رحيل شهيد العطاء، وداعآ لصاحب الأيادي البيصاء

في لحظات مليئة بالحزن والأسى، ودعنا شابآ استثنائيآ، رجلآ كان عنوانآ للإنسانية، وأيقونة للعطاء والخير. مدير المستشفى، ابن المؤسسة وصاحب القلب الكبير، الذي كرس حياته لخدمة الآخرين، رحل عنا شهيدآ ليترك خلفه إرثآ خالدآ من النبل والإحسان.
كان الشهيد مثالآ يحتذى به في الإخلاص والتفاني في عمله، حيث لم يكن المستشفى بالنسبة له مجرد مكان للعمل، بل كان ميدانآ لخدمة المحتاجين وبناء جسور الأمل بين الآلام والأحلام. لم يعرف التعب طريقآ إلى قلبه، وكان يسعى دائمآ ليخفف عن المرضى آلامهم، ويزرع في نفوسهم الطمأنينة والثقة.
ورث هذا الشهيد القيم النبيلة من والده، صاحب المستشفى، الرجل الذي أضاء دروب المحتاجين بمصابيح الأمل والعطاء. وبفضل هذه القيم، ترك بصمة لا تمحى في قلوب الجميع، سواءً من زملائه أو المرضى أو كل من عرفه.
إن فقدان هذا الإنسان العظيم ليس خسارة لعائلته فقط، بل خسارة لمجتمع بأكمله، وستظل أعماله الخيرة مصدر إلهام لنا جميعآ.
وداعآ أيها الشهيد، ستبقى ذكراك مشعلآ يضيء الطريق لكل من يسعى للخير والعطاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.
د. وشاح فرج

المفتي الصلح: ما قيمة الاستقلال ووطننا يتعرض للاحتلال وأعنف الاعتداءات

رأى المفتي الشيخ خالد الصلح البيان في بيان أن “مناسبة الاستقلال الـ 81 تأتي هذه السنة مثقلة بالأعباء ومشحونة بالهموم ومعمدة بمعاناة اللبنانيين التي تحجب الاستقلال ومن دون رأس للدولة، خلف دخان أسود من يومياتهم المرهقة. فلطالما كان اللبنانيون يريدون استكمال الاستقلال عبر التحرر من الفساد والتحرير لباقي الأراضي المحتلة، ولطالما كان اللبنانيون يحلمون بوطن تستقيم فيه العدالة السياسية والاجتماعية والمؤسساتية لكي تفصل بين الحق والباطل، فيستقيم الميزان بين الناس، وتخرج الدولة من دهاليز المصالح والحسابات إلى أفق المصلحة العليا التي تحفظ الوطن من عبث العابثين”.

وأضاف: “ما قيمة الاستقلال ووطننا لبنان يتعرض يوميا لأعنف الاعتداءات وأصعب التحديات في تاريخه، إذْ يواجه عدوًا متوحشًا لا يميز بين طفل ولا امرأة، ولا يحترم قانون ولا دستور ولا سيادة، ولا أي حق من حقوق الانسان”.

وختم: “لا يسعنا إلا الدعاء في سبيل خلاص هذه المشاكل والحروب التي تعصف في بلدنا الحبيب لبنان، وأن يجعل هذا البلد آمنًا وسائر بلاد المسلمين”.

رحيل رجال الإنسانية والواجب

وداعآ أيها الإنسان العظيم الذي رحل تاركآ بصمة في قلوبنا.
إنها لحظات مؤلمة وحزينة، رحل فيها عنا رجل قل نظيره، قائد بحجم الإنسانية، بلال، الذي كان تجسيدآ حقيقيآ لكل معاني النبل والتفاني. لا نستطيع اليوم أن نودعك بكلمات عابرة، فقد كنت أكثر من مجرد مدير، كنت أبآ لكل من عمل معك، وأخآ لكل من عرفك، وملجأ” آمنآ لكل من لجأ إليك في لحظات الخوف.
كيف لنا أن ننسى ابتسامتك التي كانت تضفي الأمل في أصعب اللحظات؟ وكيف لنا أن ننسى يديك الممتدتين دائمآ للمساعدة، دون أن تسأل عن هوية من يحتاج؟ كنت تحمل قلبآ كبيرآ يفيض بالحب والحنان، ولطالما كنت تعتبر عملك رسالة أكثر من كونه وظيفة، رسالة تحمل فيها أرواح الناس وتدافع عنهم كما لو أنهم أفراد من عائلتك.
لا يزال الناس يتذكرون تلك اللحظات التي كنت تركض فيها نحو الحريق بينما كان الآخرون يهربون منه. كنت تعرف جيدآ حجم الخطر، لكنك لم تكن يومآ ممن يحسبون حسابات النجاة، بل كان حسابك الأول هو حياة الآخرين. رأيناك تمسك بيد طفل مرعوب وسط الدخان، وتطمئن أمآ تبكي على مصير ابنها، ورأينا دموعك تذرف بصمت حين تفقد أحدآ لم تتمكن من إنقاذه، رغم أنك قدمت كل ما بوسعك وأكثر.
بلال، سيبقى اسمك محفورآ في ذاكرة كل من عرفك، نفتقدك اليوم أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبر، ليس فقط لأنك قائد استثنائي، بل لأنك إنسان بامتياز.
اليوم، نقف أمامك بعيون دامعة وقلوب مثقلة بالحزن، نودعك ونحن على يقين بأنك لم ترحل، بل ارتقيت مع رفاقك إلى مكان يليق بشخص مثلك، ملائكي في إنسانيته وتفانيه. ستكون معنا في كل موقف صعب، نستمد من ذكراك القوة والعزيمة.
وداعآ أيها البطل، وداعآ أيها الإنسان. سنفتقدك كثيرآ، لكننا لن ننساك أبدآ. ستبقى في الذاكرة والوجدان، رمزآ للشجاعة والتضحية، وستظل سيرتك النقية حاضرة في قلوبنا ما حيينا.
رحم الله شهيدنا وأسكنه ورفاقه فسيح جناته، وجعل أرواحهم الطاهرة في أعلى عليين مع الشهداء والصديقين.

د. وشاح فرج