الفوعاني من الهرمل:الوحدة الوطنية هي أول مدماك في مداميك السيادة والاستقلال
أحيت حركة أمل الهرمل مناسبة العاشر من المحرم في مدينة الهرمل بحضور رئيس الهيئة التنفيذية الأخ مصطفى الفوعاني وقائم مقام الهرمل طلال قطايا و فعاليات تربوية واجتماعية وثقافية وسياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير وقيادات حركية.. وحشود غفيرة وفرق رمزية من كشافة الرسالة وفرق اللطم من الشباب والفتيات غصت بهم ساحات وطرقات الاحتفال وغطت رايات حركة أمل في مشهد نادر ساحات وطرقات الهرمل وقراها
الفوعاني
وألقى الفوعاني كلمة حركة “أمل”، فقال: حسينُ..نداؤنا /الصّوت المكلوم فينا
نمطر صَمتًا كأنه الموت .والموت يرود…فوق عفراء…وأحداق ذئاب
أجسادٌ ونبلها الحقد…تغدو
الجسد المشظى …رؤوس فوق عرش الكرامة..قربانٌ عند قمة التّاريخ ..
أكفّ ترتفع ضياءً وميثاقا ونهج امل وحي على خيرالعمل…آيات حقّ..والفوج المعاصر
وهم بقايا تاريخ عفن
ما بكاء الكون بين يديك ضعف..
ولا نحيب النّهر ضعف
ولا حزن الدّهر عند ظمأك ضعف…
ولا ذهول الهجير فوق مصرعك ضعف..
ولا المأتم المهيب العارج من الارض ا خوف..وضعف
أيّها النّازف مسكَا..
…وتزفّ روحك مصباحا للدين..
كفى بنا فخرًا..قوافل الكرامة تلقّنك الشهادة..
ما مصرعٌ هذا..أيها الامام..
مضينا نلملم صراخ الخيام الملتهبة في قصائدنا..تلالا في الطيبة ورب ثلاثين وشلعبون
نُضرم القوافي في ماء.. خلدة وفي بحر السادس من شباط…يروِي ظمأك
و ظلٍّ لم يتلقّف قرّ قلبك..
مضينا ..نجدّد الحزن والحرقة..
تستحضرك مراعفُ أقلام
وكربلاء تنضح في يراعنا ..حياةً وقوافل شهادة وما بدلنا…
واعتبر الفوعاني ان مفهوم الاسلام القرآني يتجلى من خلال الفهم الحقيقي لمعاني الثورة الكربلائية وهذا ما كان الامام القائد السيد موسى الصدر يركز عليه في استنهاض المجتمع وافراده وربطه بحركية التاريخ وبفهم واع ومسؤول للاحداث ومن هنا نرى إن الحسيني الذي يعمل على إحياء هذه المناسبة مدعو إلى أن يضبط آداءه وسلوكه على ضوء المباني الحسينية وأصلها القيمي.
وأكمل لكربلاء بعدٌ تربوي في صياغة الشخصية الملتزمة والمسؤولة والثابتة على الموقف والمستعدة لتقديم أغلى ما يملك المرء من أجل أهدافه وقضيته، كما هم اصحاب الحسين.
وتابع “الحسينيون اليوم يجب أن يكونوا الطليعة الملتزمة، يقدمون المثال في التضحية كما يحصل اليوم في الجنوب وفي غزةَ حيث القدس تنادي كل الشرفاء في هذا العالم
وأردف: “لم تكن صاحب مشروع سلطة في هذا العالم، بل كنت صاحب مشروع عزة وكرامة وانقاذ للرسالة التي شابها ما شابها في ذلك الزمان، نأتيك يا سيدي لنجدد العهد والوعد، ولنؤكد الوفاء بالإنتماء والانتساب الى هذه المدرسة الحسينية، التي هي مدرسة محمد ومدرسة عيسى وكل الأنبياء وكل العلماء، هي مدرسة الحق مقابل الباطل، مدرسة الخير مقابل الشر، مدرسة المظلومين مقابل الظالمين، مدرسة كل الأحرار في وجه المستبدين… حيث الشر المطلق يتسبيح الكرامات ويرتكب المجازر والمذابح.
وقال: نعاهدك ان نبقى في هذا الخط وفي هذه المسيرة، وندافع عن الانسانية كل الانسانية، ندافع عن وطننا لبنان، وكما حفظناه بوجه اسرائيل، نحافظ عليه ونصونه بدموعنا وعيوننا ودمائنا وقبضاتنا بنهجك وخطك ومسيرتك، متمسكين بهذا الوطن الذي بذلنا الدماء من اجل ان يبقى حرا سيدا مستقلا، محافظين عليه، مدافعين عنه، واقفين صامدين خلف جيشه البطل وخلف مؤسساته الامنية، داعين اخواننا وشركاءنا في هذا الوطن إلى كلمةٍ سواء ويدٍ ممدودة للخروج من كل الأزمات ولا سيما ما يتعلق برئاسة الجمهورية وإنتظام عمل المؤسسات وهذا ما نادى وينادي به دولة الرئيس الأخ نبيه بري.
نحن في حركة امل كنا ومازلنا بالقدر، الذي ندافع فيه عن أرضنا وشعبنا، نقف فيه الى جانب اهلنا في كل صغيرة وكبيرة، الى جانب المحرومين والمعذبين والمقهورين.
واعتبر أن “الوحدة الوطنية هي أول مدماك في مداميك السيادة والاستقلال، الوحدة الوطنية هي عنوان من عناوين بقاء هذا الوطن، داعين كل أهلنا وكل شركائنا في هذا الوطن إلى التلاقي والتعاون من أجل المصلحة العامة”.
أولاً : العمل دون هوادة من أجل حفظ لبنان وطناً عزيزاً قوياً واحداً موحداً لجميع أبنائه ، ورفض ومقاومة أي محاولة للتقسيم أو الفدرلة تحت أي عنوان من العناوين بكل الوسائل المتاحة ديمقراطياً ووطنياً وقانونياً .
ثانياً : تجدد الحركة تمسكها بالحوار والتلاق والتشاور نهجاً وسلوكاً في مقاربة كافة القضايا والعناوين الخلافية ، لاسيما السياسية منها وفي مقدمها الأزمة الراهنة المتصلة بإنتخاب رئيس للجمهورية ، وهي في هذا الإطار منفتحة ويدها ممدودة بإتجاه أي مسعى يفضي لإنجاز هذا الإستحقاق وفقاً لقواعد الدستور وتحت قبة المجلس النيابي .
ثالثاً : في الشأن المتصل بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان من بوابة الجنوب وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحركة دعمها الجهد الذي تقوم به السلطات الرسمية اللبنانية بإتجاه المجتمع الدولي من أجل إلزام الكيان الإسرائيلي بكل مستوياته السياسية والأمنية والعسكرية بتطبيق كافة مندرجات القرار الأممي 1701 ، والكف عن إستباحته له منذ لحظة صدوره في آب من العام 2006 بأكثر من 30000 خرق ، براً وبحراً وجواً ، فضلاً عن ضم الشطر الشمالي من قرية الغجر ، فأن الحركة بإنتظار كبح جماح هذه العدوانية وأطماعها وإنطلاقاً من الواجب الوطني الملقى على عاتق كل لبناني ، فإن كل حركي معني بأن يكون فدائياً للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة الى جانب كل مقاوم مخلص لأرضه وترابه ووطنه لبنان في مواجهة أي محاولة للإجتياح أو للإحتلال .
كما أن الحركة معنية بتأمين كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعين لتحقيق حلمه بالعودة والتحرير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وهي تدعو المجتمع الدولي الى المسارعة والعمل الجاد لوقف حرب الإبادة التي يواصل الكيان الإسرائيلي شنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربيه منذ أكثر من ثمانية أشهر وحتى الآن على نحو بات إستمرارها لا يمثل إساءة وصفعة للإنسانية فحسب إنما يمثل تهديداً للمنطقة بأسرها ويضع الأمن والاستقرار فيها على شفير إنفجار لا تحمد عقباه .
رابعاً وليس آخراً : ان إستشهاد الإمام الحسين وإبناءه واصحابه عليهم السلام هو الدعوة الى هجرة للفتنة ودعوة دائمة للوحدة والثبات على القيم والمبادئ ، والشعار دائماً “حسينيون ونبقى” لا نعطي إعطاء الذليل ولا نفر فرار العبيد
وختم “هذا الوطن يتسع للجميع، لا يمكن لطائفة من الطوائف أن تختزل هذا الوطن لصالحها، ولا يمكن لطائفة مهما كانت قوتها، أن تعزل باقي الطوائف، الحل الوحيد والمجال الوحيد هو أن يتلاقى الجميع حول مصلحة هذا الوطن وحول مستقبل هذا الوطن، لأن هناك أعداء يتربصون بهذا الوطن، متربصون بالجميع بالمسيحيين والمسلمين، بالطوائف والمذاهب، لأنهم يرون في هذا الوطن تحدٍ لوجودهم، تحد للصهيونية، تحد للمنطق اليهودي، تحد للتكفير، وواجبنا نحن أن نواجه هذا التحدي بمزيد من الوحدة والتكاتف والتعاون”.