حكومة دياب: الإنجازات الوهميّة والكبرياء الفارغ

التسلّم والتسليم في وزارة الإعلام

لم يعرف لبنان على مرّ تاريخه حكومة نرجسيّة كالّتي ترأسها حسان دياب والتي أَطلق عليها البعض لقب حكومة ال ٩٧٪؜ وهي نسبة الانجازات التي قال رئيسها أنه تم تحقيقها  في عهده. فمَن شاهد مراسم التسلّم والتسليم وكلام الوزراء العائدين إلى منازلهم حول عطاءاتهم وإنجازاتهم المحقّقة، ربما خيّل إليه أن المشهد يعود لتسلّم وتسليم في إمارة دبي أو دولة في الاتحاد الأوروبي، وليس لبلد الطوابير المستحدثة، والتي لم يألفها اللبنانيون منذ انتهاء الحرب على أرضهم إلا في عهد هؤلاء الوزراء.

لا شك أن ولادة حكومة “الإنجازات” كانت في فترة عصيبة تمر بها البلاد، بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة، وانهيار سعر صرف العملة المحليّة مقابل الدولار الأميركي، وكانت الآمال معقودة عليها لوقف الانهيار ومعالجة الأزمة وإنقاذ البلد. لكن النتيجة التي وصلت إليها البلاد هي ما نشاهده اليوم، من صفوف الذل على محطات الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء، فهل يمكن لوزير الطاقة أن يتحدّث عن الانجازات؟

وما هو سبب بكاء وزير الاقتصاد عند تسليمه مفاتيح الوزاره لخلفه؟ هل سيشتاق لبيانات تسعير ربطة الخبز وتحديد وزنها عبر بورصة وزارة الاقتصاد، في أن حين استغلال الدعم والاحتكار للسلع الغذائية الأساسية بلغ في عهده مستوى غير مسبوق من الجشع والاستغلال من التجار  مصاصي الدماء والأرزاق؟

وكيف  يتحدّث وزير الصحة على عودة ثقة المواطن في وزارة الصحة؟ولماذا لم يبرّر سبب استعادة الثقة؟  فهل هي بسبب فقدان الأدوية من الأسواق؟ أو بسبب ارتفاع ثمنها فوق قدرة المواطن البسيط؟ أو بسبب الأموال الطائلة التي صرفت على دعم الدواء ليخزّن في مستودعات المحتكرين؟ 

وما هي إنجازات الوزراء المعنيّين بحماية من يحمينا كمواطنين، من جيش وقوى أمنيّة؟ فهذه القوى العسكريّة والأمنيّة، والتي تضاءلت قيمة رواتبها ومخصصاتها إلى مستوى غير لائق وغير مقبول، ظلّت تمارس عملها وواجبها بكل مناقبيّة ووطنيّة بشكل شبه مجّاني، وهذه حالة قلّ نظيرها في العالم، فهل هكذا تتم مكافأتها؟ 

إن المليارات التي صرفت على دعم سلع ودواء وحاجات المواطنين، والتي ضاع أغلبها في بطون وجيوب المنتفعين، كان الأجدى أن تكون هي موضوع التصريح الأخير للوزراء، ليشرحوا للمواطنين كيف ضاعت وما هو تبرير تقصيرهم في تبديدها في إيصالها لمن لا يستحق.

إذن، على الرغم من استقالة الحكومة منذ أكثر من سنة، وتحولّها طيلة الفترة السبقة إلى حكومة تصريف أعمال، إلا أن بعض وزراء الإنجازات لم يتقبل فكرة تنحيته عن مسؤولياته من دون أن يحدث إشكالات وفوضى، والبعض الآخر بدأ بتسويق نفسه لدى مرجعيّاته كمرشح للانتخابات النيابية القادمة، أما الصورة أعلاه فربما تكون الأرقى والأجمل في الأيام الماضية، وهي عمليّة تسلّم وتسليم في وزارة الإعلام، بابتسامة صافية ونيّة صادقة نأمل أن تنعكس مستقبلًا على وضع الوطن والمواطنين بعزم وأمل، وأمان اجتماعي واقتصادي وصحّي وأمني.

محمد إسماعيل

Editor in Chief at Lebanese Daily News.
PhD in Economy – BA in Law.
Content Writer and Editor.
Digital Marketer. AI Trainer.