بعلبك تتحضّر للإنتخابات بلا كهرباء ولا ماء ولا طرقات
يجزم المراقبون أن عملية إجراء انتخابات نيابيّة هي مستحيلة لوجستيّا في مدينة لا ترى الكهرباء، وفي حين يضع المسؤولون اللوم على الإدارة الفاشلة لملف الطاقة، وسياسات محليّة سابقة، وحصار دولي حالي، يهمس البعض أن هذا الانقطاع هو النافذة التي ستعمد السلطة من خلالها إلى تطيير العملية الانتخابية بالكامل.
وبغضّ النظر عن الأسباب، فإن أهل بعلبك الهرمل يعانون من انقطاع شبه شامل في الكهرباء، إذ يستمر انقطاعها أيامًا كاملة، ليأتي بعدها التيّار لمدة قصير تتراوح بين البضعة دقائق في بعض الأحياء، إلى حوالي الساعتين في الأحياء المرضي عنها. ولعل أكثر ما يثير استياء المواطنين هو حملات الشكر التي تنطلق بإسم النائب فلان أو الزعيم الفلاني الذي أجبر شركة الكهرباء على تأمين التيار الكهربائي، وغالبًا ما تعود الكهرباء للانقطاع قبل انتهاء هذه الحملات.
ومع انقطاع الكهرباء المستمر، وغلاء المشتقطات النفطيّة، عمد أغلب الناس ألى تخفيض اشتراكاتهم في المولدات الخاصة أو إلى إلغائها في أكثر الحالات. ليعتمد الناس بشكل على كهرباء الدولة في سحب المياه إلى خزاناتهم، سواء أكانوا يملكون الآبار الارتوازية أو مجرد خزانات أرضية. وانقطاع الكهرباء المستمر يؤدي إلى حرمان المواطنين من المياه النظيفة، وبالتالي الحرمان من الغُسل والغسيل والنظافة.
أما طرقات المدينة، فحدّث ولا حرج، فبين الحفرة والحفرة حُفَر، والحفر تزداد ثقة بالنفس مع الوقت فتتحول لأودية وأخاديد، وتكفي رحلة واحدة بالسيارة على طريق السندباد نحلة في بعلبك حتى ترى الشياطين في باطن الأرض عند نزولك في كل حفرة، فتتوهّم أنك تعيش في جهنم وليس في قطعة سماء اسمها لبنان.
فهل يحاسب الناس نوابهم يوم الانتخابات؟ أم أن كل هذا لا يهم، والمواطنون سيترفعون عن هذه الصغائر، وكل همومهم ستزول عندما سيجددون لنوابهم، بعد أخذ هؤلاء النواب الصورة التذكاريّة الشهيرة، بابتساماتهم الساحرة في قلعة بعلبك؟ سننتظر ونرى.
Editor in Chief at Lebanese Daily News.
PhD in Economy – BA in Law.
Content Writer and Editor.
Digital Marketer. AI Trainer.