كما ندعو جميع أركان الدولة من نواب ووزراء ورؤساء وجيش وقوى امنية والأحزاب كافّة والثوار والتغييريين للدفاع عن ثروتنا الوطنية والحدود ضمن خط ٢٩ والتي هي ملك أبنائنا وأجيالنا المقبلة، فعار علينا أن نفرًط بها، وذلك عبر التأكيد على المرسوم رقم ٦٤٣٣ و إرساله على وجه السرعة القصوى الى الأمم المتحدة لما فيه خير للبنان.
في مكتبه الكائن في مدينة بعلبك، استقبَلَنا عضو الهيئة التنفيذيّة في مهرجانات بعلبك الدوليّة الأستاذ حمّاد ياغي، وكانت هذه الأسئلة والأجوبة من اللقاء الذي اتّسم بالصراحة والشفافيّة:
– ما هو واقع مهرجانات بعلبك اليوم، وهل أنتم راضون عن هذا الواقع؟
واقع المهرجانات مشابه لواقع البلد، ومشاكل الدولار وسعر الصرف واللولار قد أثّرت سلبًا على كل القطاعات، وكل الحسابات المصرفيّة تجمّدت بسبب المشاكل الاقتصادية التي ألمت بلبنان وهذا ما أدى لنقص في السيولة بشكل عام.أضف إلى ذلك أنه لم يعد باستطاعتنا الحصول على قروض جديدة وال Sponsors كانوا في الماضي أكثر كرمًا إذ تقلصت تقديماتهم لنحو ١٠% من قيمة الرعايات السابقة.
إستطعنا أن نقوم بحفل في باريس داعم لمهرجانات بعلبك بحضور الرئيس الفرنسي السابق هولاند والمعهد العربي، وخصّص قسم من الأرباح لدعم مهرجانات بعلبك ما أمن لنا بعض السيولة. واليوم نأمل بمساعدة بعض السفارات الأوروبية للقيام بحفلين أو ثلاث، ونحن بانتظار جواب نهائي منهم. ولن نستكين أو نمل لأننا دائمًا كنا نكرر أننا مع ثقافة الحياة وأن البلد لا يموت. حتى خلال جائحة الكورونا قمنا بحفلات أونلاين بمواقع أثرية تاريخيّة للتعريف عن هذه المواقع، وشجعنا من خلال هذه الحفلات فرق لبنانيّة ناشئة.
– تعليقًا على المواقع التاريخيّة والتعريف عنها، بعلبك تمتلك إحدى أهم المعالم التاريخيّة في العالم إن لم تكن أهمها، وهي مغيّبة عن الخريطة السياحيّة للدولة اللبنانيّة؟ كيف تفسّرون ذلك؟
إن المنظومة القائمة تتحمل المسؤولية الكاملة، فالقيّمين على هذا المنطقة لم يقوموا بواجباتهم لاعتماد بعلبك التاريخ مدينة سياحيّة، وهناك تقصير كبير من قبلهم.
– بالإشارة لموضوع التقصير الكبير للمسؤولين في هذه المنطقة، ما هي الخطوات التي كان يجب القيام بها لتنشيط السياحة في بعلبك ولم تحصل؟
الموضوع الأمني، والأمن قبل الغذاء، مع أن بعلبك أعلنت منذ فترة طويلة كمنطقة عسكريّة. فانعدام الأمن يعني انعدام الاستقرار وفرص العمل، وانعدام السياحة والصناعة. ونذكر أنه منذ فترة قصيرة تم خطف أحد العاملين في مسلسل عربي. فالأمن هو الأولوية لمنطقة بعلبك، والاستقرار الأمني يجلب كل الفرص السياحيّة والصناعيّة والتجاريّة.
أيضًا انعدام الخطط والبرامج المؤهّلة لاعتبار بعلبك مدينة سياحيّة من قبل القيّمين على المدينة، وهنا يطرح السؤال نفسه، أي بعلبك يريدون فعلًا؟
– ينتقد أهل بعلبك دائمًا كون رئيسة مهرجانات بعلبك هي ليست من أبناء المدينة، ما هو رأيكم حول هذا الموضوع؟
أنا ضد هذا الانتقاد، فمهرجانات بعلبك هي وطنيّة لبنانيّة فقط بمعزل عن المناطقيّة والطائفيّة والمذهبيّة، وما يهمنا فقط هو الكفاءة في اختيار الرئيس. الرئيس الذي يستطيع أن يؤمن برامج راقيّة مع تمويلها وإحضار فنانين عالميين. ما الفائدة من كون رئيس المهرجان ينتمي لمدينة بعلبك وهو عاجز عن القيام بهذه الواجبات.؟ ونحن كأعضاء في الهيئتين العامة والتنفيذيّة نعمل بكل جهدنا للمساعدة أيضًا. والجميع يعمل لمهرجانات بعلبك اللبنانيّة العالميّة والتي ليست محصورة بمدينة بعلبك فقط.
– ما هي تطلعاتكم المستقبلية لتعزيز مهرجانات بعلبك الدوليّة؟
سنعمل على مزيد من الوعي المجتمعي، وسنظل نضخّ الأمل في لبنان والعالم، بأننا قادرون على النهوض مجددًا، وسنحافظ على ثقافة الحياة. كما سنبقي على صداقاتنا القائمة مع الدول الأوروبيّة والدول الصديقة، والذين كانوا وما زالوا يساعدون، كما المغتربون أصحاب الأيادي البيضاء. كل هذا لإقامة مهرجانات تواكب تطلّعات المواطنين وأذواقهم ضمن قدرتهم الشرائية المحدودة.
– ما هي الكلمة التي توجّهونها لأهل بعلبك ولمحبي مهرجانات بعلبك الدوليّة؟
أهلنا في بعلبك، أطلب منكم أن لا تيأسوا وأن تطالبوا معنا دائمًا بتصنيف بعلبك مدينة سياحيّة كبعض المدن اللبنانيّة الأخرى. فهذا التصنيف يستدعي تأمين الكهرباء والبنى التحتيّة والمصارف على مدار الساعة، وهذا دور وزارتي السياحة والثقافة فتصبح بعلبك مدينة عالميّة، وتنتعش السياحة والفنادق والمطاعم. ونحن في مهرجانات بعلبك الدوليّة، كنا نقوم بكل الحجوزات كفنادق ومطاعم في مدينة بعلبك حصرًا، وكنا قبل جائحة الكورونا نؤمن الحجز الفندقي لأكثر من ١٠ آلاف زائر، وروّاد المطاعم كانوا أيضًا بالآلاف. لهذا نحاول أن نحافظ على المهرجانات للحركة السياحيّة والاقتصاديّة والثقافيّة التي تؤمنها للمدينة.