المعلمّون الذين نظّموا الانتخابات النيابيّة، لم يجدوا من ينظّم لهم دفع أجورهم
في بلدنا تتفنّن السلطة في إهانة مواطنيها، واليوم كان الدور على المعلّمات والمعلّمين. فبعد تنظيمهم للإنتخابات النيابيّة الأخيرة، تم إعلام الأساتذة والمعلّمات بأن أجورهم قد أصبحت جاهزة، على أن يتمّ قبضها في يوم واحد، الثلاثاء حصرًا.
في محتسبية بعلبك، حضر المعلّمون منذ الصباح الباكر، بدأت العمليّة بإعطاء أرقام للحاضرين يتم على أساسها الدفع، لكن لم تلبث العمليّة أن تحوّلت إلى فوضى عارمة، وتدافع اختلط فيه الشباب بالشيب، والذكور بالإناث في مشهد معيب بحق مربي الأجيال.
ومع كل دقيقة تمرّ، كان الإزدحام يزيد، والفوضى تكبر، والصراخ يرتفع، وعبثًا يحاول أفراد الأمن فرض النظام بين بحور المتدافعين.
وعلى الطريقة اللبنانيّة يحاول البعض فرض سطوته على الباقين لخلفية حزبية أو وظيفيّة، وعندما يرفض الأمن تفضيله على غيره، يعمد إلى إجراء اتصال هاتفي يكون كفيلًا بفتح الأبواب المغلّقة.
بين الصراخ والتدافع وإيصال داخل وإيصال خارج، تمر الساعات بطيئة حتى يأتيك الفرج لتأخذ إيصالك وتقبض الأموال الطائلة -حوالي ١٠٠ دولار- التي كنت تصارع من أجلها منذ الصباح.
التدافع لم ينته، فللخروج عليك الخوض عكس التيّار، بين الأمواج البشرية، وآخر المغامرات وأشدّها عند التدافع للخروج من الباب، فحين يفتح لك رجل الأمن الباب للخروج سيحاول العشرات الدخول منه، العشرات الذين يتنظرون خارجًا غير الأمواج البشرية الموجودة داخل المبنى.
فأي ذنب ارتكب هؤلاء المربّون حتى يتمّ التعامل معهم بهذه الطريقة المهينة والمذلّة، ألا يكفي أنهم يعملون بشكل شبه مجّاني برواتب لا تكفي لشراء الخبز؟؟ وللخبز طوابير أخرى ومهانة جديدة.