عقد مكتب العلاقات الخارجية في حركة أمل مؤتمراً اغترابياً بعنوان “أمل… اغتراب وانتماء” في ثانوية الشهيد حسن قصير – طريق المطار، بحضور اعضاء من هيئة الرئاسة ووزراء ونواب من كتلة “التنمية والتحرير” والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية والمجلس الاستشاري ولجان المناطق والشعب في الخارج.
افتتح اللقاء بأيات بينات من القرآن الكريم والنشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة “أمل”، وبعدها فيديو يحاكي قضية الاغتراب، وبعدها كانت كلمة رئيس مكتب العلاقات الخارجية والمغتربين الاخ علي حايك الذي اشار الى انه “يقع على عاتق مؤتمرنا مسؤولية كبيرة تجاه الحركة، خاصة بعد انعقاد المجلس المركزي في 5 تموز “يوم شهيد أمل” لتؤكد الحركة أن عمقها العقائدي ينبع من ذلك الفجر الجهادي العميق”
ولفت حايك الى ان “المؤتمر سيركز على كل ما يعيق تقدمنا، وما يقف بوجه تطورنا، سنسعى الى توسيع خارطة انتشارنا عبر القارات، وحيث تصل الشمس، وسنفعا حضورنا بين ابناء الجالية اللبنانية، وسندعم لبنان وشعبه، منطلقين من توجه الاخ الرئيس بقوله “لبنانكم يحتاج الى ايمانكم به بعون الله، وطنا لكل ابنائه”
كلمة رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني جاء فيها:
أيها الصاعدون بلا صوت الى قمة التعب دون شكوى، ايتها الأيادي الخضراء لخصب الربيع، والعيون الضاحكة حقول قمح، والشفاه التي يستريح اليها كرز القمر.
أيها المستيقظون على عتبة الذاكرة تأكلون بعرق جبينكم وتكتبون قصيدتكم بمداد دمكم، أنتم أيها المقاومون الغرباء عن وطنكم لأجل وطنكم الذين تطعمون أهلكم نصف رغيفكم.
أيها المولودون في الضوء، تتواضع الشمس لتصبح قناديل نهاركم، فتبوحون بالعاطفة التي تشتهي وطنا غير مكسًر المرايا، وتتشوقون ان تنظروا الى وجوهنا في مرآة قلوبكم.
أيها الكادحون من الفجر الى العصر، الذين تنبت من اكفكم وفي اكفكم حديقة الأمل، الذي تجري في شرايينكم أنهرا كتلك التي تعرق بها الأرض في وطنكم.
أيتها الأخوات، شريكات التعب والسهر، يا أيادي السنابل، يا دوالي الضحك والضوء والثلج، اللواتي نقطف ثمار محبتكم الصاخبة عناقيد تين وزيتون
ايتها الظلال الشفافة للبنان المقيم بل ايتها الحقيقة التي ظلها نحن …دهر الفرح أقصر من ساعة، وساعة الجوع أطول من دهر، والمحبة الساقطة من الدالية دمعة في جناز الكروم.
هي الغربة يد ذات أظافر من حجر نطعمها لحومنا.
أيها الجميع،أيها النهار الصبي المليء بالأمل، المزدهر بالعطاء، أيها الغد المصبوغ بورق اللوز، أيها التفاح الذي يغل في حناجر الفقراء، الذين حرموا في وطنهم فاختاروا الحرمان من الوطن لأجل الوطن، أيها العقد الأبيض ، يا سوار الفضة في المعصم يا فضة القمر
ـــ للوطن الذي أنكر فيكم الماء ثلاثا قبل صياح الديك..
للوطن الذي نكأ جراح اشواقكم جيلا بعد جيل ثم عاد فاتكأ عليكم..
للوطن الذي أولم حنانه وتحنانه للجوارح، وغمر الشوق في قلبه وأوصد خلفكم الجراح..
للوطن الذي كسر عيونه عن رؤيتكم..
للوطن الذي أطفأ براعم شجيرات محبتكم ومضى الى غيبوبته قبل ان يصحو..
للوطن الذي تحاشى ان تطؤوا غابة الذاكرة والذكرى،
لكم وانتم تزيلون الصدأ عن الكلمات، علينا ان نعود، ما بيننا ماء كثير، كيف استمعنا للكلام المر، تباعدت اشواقنا، لكننا ابدا علينا ان نعود.
لكم ونحن نبارح الموت الى حياتكم، فكأننا لانموت ولا نعيش……
ينعقد هذا المؤتمر ونحن في الذكرى السابعة عشرة لانتصار تموز وهنا نؤكد ان الخلاف والإختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والإستحقاقات على إهميتها والتي تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نوايا إسرائيل العدوانية المبيتة ضد لبنان إنتهاكا يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً وهذه المرة انطلاقاً من ضم قوات الإحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر وإستمرار إحتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا .
بعد سبعة عشر عاما على تاريخ أرادته اسرائيل نقطة انكسار للبنان فحوله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحول وإنتصار واثبتوا عجز القوة الاسرائيليه على مدى 33 يوماً عن كسر ارادة اللبنانيين في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة .
مجدداً ودائماً مقياس الإنتماء الوطني والدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية ليس وجهة نظر فهو يبدأ من الجنوب في مواجهة عدوانية اسرائيل واطماعها ثباتاً ووحدة وطنية لا تقبل التنازل او التفريط بذرة تراب لبنانية من أعالي العرقوب الى رأس الناقورة
في ذكرى العدوان والإنتصار في آن .
التحية للمقاومين كل المقاومين ولبواسل الجيش اللبناني ولكل المرابطين على حدود وطننا حراساً لإحلامنا وعناوين لقواتنا .
المجد والخلود للشهداء كل الشهداء لدمائهم ولقاماتهم التي استحالت شموساً بها نستظل ونسترشد طريق الصواب الوطني فلا نضل الطريق ….
في ذكرى العدوان والإنتصار في آن .
التحية للمقاومين كل المقاومين ولبواسل الجيش اللبناني ولكل المرابطين على حدود وطننا حراساً لإحلامنا وعناوين لقواتنا .
المجد والخلود للشهداء كل الشهداء لدمائهم ولقاماتهم التي استحالت شموساً بها نستظل ونسترشد طريق الصواب الوطني فلا نضل الطريق …
ولأنَّ الشيء بالشيء يذكر، نسأل ونحن في ذكرى حفظت لبنان وطنًا منيعًا قويًا بمقاومته وشعبه وجيشه لماذا الاعتراض على الحوار ما هي حسابات هذا البعض، كنا وسنبقى نصرّ على الحوار والتفاهم مدخلاً حقيقيًا لإنجاز كافة الاستحقاقات وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية اللبنانية…..، ان لبنان مدعو اليوم الى فتح حوار مباشر مع الشقيقة سوريا ولا سيما ما يتعلق بملف النازحين، وغير ذلك من الملفات التي تعزز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
في ملف الاغتراب
لابد من الإشارة الى مجموعة عناوين نادى بها الرئيس نبيه بري في كثير من المواقف والمواقع كالاتي:
نقول لكل طغمة سياسية، لأية طائفة إنتمت، بأن هذا الإغتراب ليس عبارة عن إحتفال أو أكلة تبولة
أن عقلكم في لبنان فالوطن قتّال وعلينا أن نحافظ عليه والدفاع هنا هو دفاع عن لبنان
ان صمود لبنان مدين لإبنائه المغتربين الذين لم يتخلوا عن أبنائه المقيمين وتواصلهم المادي والمعنوي مع أهلهم أدى الى استمرار دورة الحياة خلال مراحل الحرب اللبنانية وخلال الازمات المتتالية وصولا إلى الانهيار والانزلاق نحو المجهول
ان لبنان لن يستقيم الا بجناحيه المقيم والمغترب
علينا أن نتعلم من المغتربين كيف يتعايشون من دون طائفية من دون تفرقة بين آخ وآخر على الإطلاق
ان اللبناني في الخارج هو اللبناني الحقيقي اما في لبنان فربطوا الدورة الاقتصادية والوظائفية بالطائفية
إن الإغتراب مثل كلمة سر لبنان وملاكه الحارس وقوة بشرية ومادية ومعنوية وقرشا أبيض في أيام لبنان السود
ان اللبنانيين المنتشرين في العالم وفي مناطق انتشارهم جذبوا الانتباه إليهم وشدوا الانظار الى حقيقة منابعهم الحضارية فكريا وثقافيا وانسانيا
ان لبنان كبير بإنسانه الذي لاتغيب عنه الشمس
ان لبنان ليس مساحة جغرافية، لبنان عالم الانسانية البشرية وبالتالي كل المغتربين من أبنائه وكل مغترب له الحق في صنع السلطة السياسية في لبنان
ان المغتربين والمنتشرين اللبنانيين يمثلون حاجة لبنانية لأنهم كنز لبنان البشري وقرشه الابيض في اليوم الاسود وهم رصيد لبنان البشري وهم رصيد لبنان الفكري المبدع والخلاق
أيها المغتربون أنتم الذين تحملون اسم لبنان وتعززون صداقته للأمم والشعوب، وتبنون مجده في افاق العالم، وتتعلمون لغته وتبنون حضارته، انكم انتم المقاومة من اجل لبنان
ان لبنان رسالة محبة وحرية وأنتم رسالة لبنان الى العالم
المغتربون وطن لاتغيب عنه الشمس وفرسان يحملون الرجاء الخير للبنان ويمشون على إصبع خيلهم المطهمة الى منازل تعبهم، تشب خيولهم من السفوح الى الأعالي حيث أرز لبنان
لا ننظر الى الاغتراب اللبناني بوصفه كتلة نقدية بل بوصفه كتلة بشرية تعبر عن شعورها الوطني ماديا ومعنويا
ان المغتربين هم الذين منعوا بلدهم من التسول على رصيف الأوطان، وهم وحدهم من منع أهلهم من التسول على رصيف شارع الوطن
آن الأوان للاستثمار على انسان لبنان المغترب كما المقيم من اجل إعادة انتاج الاقتصاد
أخيــرا:
يحملون حقائب الحزنِ..
يُخبّئون فيها عطرَ التّراب..و قليلا من لون الأرز..وزرقة البحر..وسقسقة الينابيع…وخرير السّواقي..وعبق المطرة الاولى..وشموخ الجبل وانبساط السهول… وذهول الفضاء أمام انهزام الظلمة
يُخبئون أقاصيص قراهم و مدنهم……..وحفنة من آثار أقدام المقاومين الذين سيجوا الحدود إباءً..
… وهويةً
للذين يتغلبون على السّنوات وهي تحاول أن توقعهم في فخ النّسيان..وتُقصيهم عن ذواتهم..وتنفيهم خارج حدود أرواحهم..
مخاضٌ عسير…وهم يحاولون ان يولدوا بالهوية نفسهامن أحداق الغربة..
المتشبثون بجذور النهار في بلادهم ..يُعلنون الصباح أنى كانوا.. ..
شعلةُ الأمل ..نبراسُ الغد..الذي يحول فتيل الوجع نورا..
صوت الأرض المستعصية على رحى الأزمات..
للمغتربين..الذين.يتركون قلوبهم ..معلقة..فوق جدران الوطن..قناديل ترشح حنينا..
يخضبون جبينه بالفخر ..
ويرحلون..ليعودوا دوما..
مع صلاة العيد و زينة الفرح..
مع آذان الفجر و حي على خير العمل…….
وتعلم أنك سيزيف..
تعاند الموت..وتحمل صخرة الحياة..و ان الدرب واحد..
كل الطرقات في داخلك تُعيدك الى الوطن..
لا سور بينك وبينه..لا معابر لا حدود