الفوعاني:الرهان على استنزاف الوقت هو مزيد من النزف في أوصال الوطن
رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية لمناسبة اسقاط اتفاق ١٧ أيار ان اسقاط الاتفاق المذل جاء من خلال انتفاضة السادس من شباط عام ١٩٨٤ واعادة لبنان إلى دوره الريادي في حمل شعلة المقاومة التي تحولت إلى انتصارات متتالية وصولا إلى دحر العدو الصهيوني، وفي التأسيس لمشروع إعادة الثقة بأنفسنا بدل الرهان على الخارج، حيث غدا الفعل المقاوم نهجا وفكرا وممارسة وانتصارا…
واعتبر الفوعاني ان اتفاق الذل والعار في السابع عشر من ايار ١٩٨٣ حاولت آلة الحرب الاسرائيلية فرضه في إجتياح عام 1982، بالتواطؤ مع بعض السلطة اللبنانية آنذاك ،من أجل البناء على نتائج هذا الاجتياح الصهيوني للبنان، وجعل البلد المحتل منزوع القوة والإرادة في مواجهة إسرائيل ومنتزعاً من أمته ومحيطه العربي، ومن التزاماته القومية ليكون جرماً صغيراً يدور في فلك إسرائيل في المنطقة…
وتابع الفوعاني :في هذا اليوم نستحضر فعل المقاومة والرفض الشعبي ودماء الأخ الشهيد محمد نجدي الذي قدّم دمه في مسيرة التصدي لهذا الاتفاق، ونستخلص العبر من إسقاط إتفاق الإذعان لنؤكد لكل المعنيين بأن إرادة الشعوب اقوى من قوة المحتلين، وأن إسقاط اتفاق العار هذا الذي كان من نتائج إنتفاضة السادس من شباط المباركة، اشعل جذوة الأمل في المنطقة برمّتها في مواجهة العدوان الصهيوني…
الفوعاني رأى في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني وأدت إلى إحتلال فلسطين، وتمكن المشروع الصهيوني من غرس خنجره في قلب العالم العربي عبر إقتلاع وإحتلال الجزء الأهم منه: فلسطين ،وتشريد اهلها في اربع رياح الأرض، وإستمرار تشكيل هذا المشروع تحدياً حضارياً ووجودياً للعالم العربي وللمنطقة برمّتها…وهذا ما عبر عنه الاخ الرئيس نبيه بري إذ رأى :”لفلسطين كل فلسطين من بحرها لنهرها … لتينها وزيتونها وطور السنين… لها السلام والتحية وصلاة دائمة للخلاص من وباء الإحتلال.. فهي قضية الارض والسماء ووطن الأنبياء والشهداء يجب أن لا تُنسى من دعم ودعاء… فأن سقطت ذات يوم بنكبة…لن يسقط حقها “بصفقة” أو غفلة.فمقاومتها هي حق يعلو ولا يعلى عليه.”
ورأى الفوعاني أن المشروع الصهيوني، وعلى الرغم من إندفاعته القوية في مرحلة التأسيس إلا أنه اليوم يترنّح أمام الصمود البطولي للشعب الفلسطيني الرافض التسليم بوقائع النكبة، والذي تقدّم مقاومته أروع صور الصمود والمواجهة مع الاحتلال، وليست معارك غزة الأخيرة إلا فصلاً من فصول المواجهة بين الحق الفلسطيني والعدوان الصهيوني.وهذا صدى صرخة الإمام الصدر ان نقاتل العدو الصهيوني بالأسنان والاظافر وان نتحول إلى فدائيين لهذه الأرض وتحفظ الكرامات وتصان التضحيات وتقدم الأرواح لحفظ وطننا حيث يندفع وفي مثل هذه الايام أمير البحر الاستشهادي هشام فحص ليزلزل البحر بالعدو الصهيوني ويكتب وصية الامام موسى الصدر بالدم الطاهر:اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام ويجب أن تزال من الوجود
واضاف الفوعاني: إن حركة أمل متيقنة من قدرة الشعب الفلسطيني وتنامي مقاومته لدحر الاحتلال ونيله لحقوقه، وان عجلة الزمن تدور على محور صمود وتضحيات هذا الشعب.
وفي الشأن السياسي والداخلي رأى الفوعاني بضرورة الاستفادة من مناخات الإنفراج الاقليمي واللحظة الداخلية الضاغطة في مختلف العناوين والمجالات بضرورة الانتهاء من ملف إنتخاب رئيس للجمهورية يقود سفينة إنقاذ البلد التي تتقاذفها الأنواء في السياسة والاقتصاد والنقد والنزوح والهجرة. إن الرهان على استنزاف الوقت هو مزيد من النزف في أوصال الوطن…
وختم الفوعاني بدعوة حكومة تصريف الاعمال إلى تحمل المسؤولية تجاه المواطن الذي ينوء من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات وغياب الضمان الصحي وإلى ضرورة كبح جماح المحتكرين وسادية المصارف التي نهبت أموال الناس وجنى أعمارهم