ما هي قصةال ١٠٠ دولار القديمة؟ وهل فعلًا توقف التداول بها؟

طبعتي ٢٠٠٦ و ٢٠٠٩ من فئة ال ١٠٠ دولار

إنه ترند الاستغلال الأحدث في السوق اللبنانية، فكثير من الناس أرادوا صرف ال ١٠٠ دولار وتم رفضها بحجة أنها طبعة قديمة قد أوقف التداول بها، وإذا وجد الناس من يشتريها منهم، كان المشتري يحسم من ٥ إلى ١٠ دولارات على كل ورقة من فئة المئة دولار الطبعة القديمة (قبل ٢٠٠٩).

فما هو موقف السلطات المالية من هذه البدعة؟

 السفارة الأمريكية في بيروت شجبت هذه التصرفات، وأكّدت في تصريح لـL’Orient Today أنّ “سياسة الحكومة الأميركية تكمن في أن تظل جميع تصاميم أوراق بنك الاحتياطي الفيدرالي صالحة قانونيًا للمدفوعات، بغض النظر عن تاريخ إصدارها. وتشمل هذه السياسة جميع فئات أوراق الاحتياطي الفيدرالي، من عام 1914 إلى الوقت الحاضر”.

بدوره، ونظراً الى قيام بعض المصارف ومؤسسات الصرافة باستيفاء عمولات مقابل عمليات تبديل أوراق نقدية من الدولار الأميركي لاعتبارها قديمة الإصدار أو غير صالحة للتداول، أوضح مصرف لبنان في بيان أن مواصفات الأوراق النقدية من الدولار الأميركي القابلة للتداول تحدد من قبل Bureau of Engraving and Printing وهي هيئة تابعة لوزارة الخزانة الأميركية.

وشدد مصرف لبنان على أنه هو الذي يحدد مواصفات العملة اللبنانية القابلة للتداول.

من ناحيتنا، فقد قمنا بسؤال أحد العارفين بسوق الصرافة اللبناني، فأجابنا أن الأزمة بدأت عند مستوردي البضائع من الخارج، إذ تفرض عليهم الدول المصدّرة أن يتم الدفع بدولارات من الطبعة الجديدة، والتي يجب أن تكون خالية من أية كتابة أو طباعة عليها. بالتالي فقد كانوا يرفضون شراء الدولارات من الطبعة القديمة.

بين مستوردين يحتاجون الدولارات من الطبعة الجديدة حصرًا، وبين صرّافين يستغلّون أي خبر أو إشاعة لزيادة أرباحهم، يبقى المواطن العادي هو الضحية والمستهدف، سيّما وأن هنالك همسات بأن الغاية من وراء كل ما حصل، هي دفع الناس لإخراج ما خبأته من دولارات في منازلها.

 

                   محمد ه إسماعيل