إنقلاب السنيورة على تيّار المستقبل برعاية القوات اللبنانية

أتى قرار تيّار المستقبل بشخص الرئيس سعد الحريري مقاطعة الانتخابات النيابيّة القادمة بشكل كامل، نتيجة لمحاولة عزل الرئيس الحريري عن الحياة السياسيّة اللبنانيّة، والتي كان رأس حربة هذه المحاولة حزب القوات اللبنانيّة، فهذا الحزب حاول تقديم نفسه بديلًا عن تيّار المستقبل لدى السنّة في لبنان.

وعندما فشل حزب القوات اللبنانيّة باستمالة أصوات السنّة، لجأ إلى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي عرف الحياة السياسيّة في لبنان عن طريق آل الحريري بعد أن كان موظفًا لديهم. ولم يتأخر السنيورة في الموافقة على مشروع تحويل حلمه في وراثة الرئيس الحريري إلى واقع.

يتميّز تيّار المستقبل بكونه أحد الأحزاب اللبنانيّة المعتدلة، وهو أحد الأحزاب اللبنانيّة القليلة التي تدعو للانفتاح على الآخر وتمارس هذا الانفتاح في علاقاتها مع شركائها في الوطن. وإذا كان هدف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إشعال الفوضى والاقتتال المذهبي في لبنان، فإن حكمة الرئيس سعد الحريري قد ساعدت الوطن عدة مرات على اجتياز هذه المخاطر.

اليوم، يبدو أن اعتدال الرئيس الحريري لم يعد مرغوبًا فيه من قبل البعض، خاصّةً بعد تقديم رئيس القوّات اللبنانيّة نفسه بصورة القائد المقدام، الذي لا يخاف من أي حزب أو سلاح، وأنه قادر على القيام بما رفضه الرئيس الحريري، مهما كانت نتيجته. ولتحقيق هذا الهدف، يسعى رئيس القوات اللبنانيّة للحصول على أكبر عدد من المقاعد النيابيّة المسيحيّة والسنيّة والدرزيّة، ليؤمن انتخابه كرئيس للجمهوريّة، بسبب انعدام حظوظه هو ومرشحيه في الحصول على أصوات الشيعة في لبنان.

وللحصول على مقاعد السنّة، اعتمد حزب القوات اللبنانيّة على الرئيس السنيورة، الذي استغل علاقاته السابقة كأحد قيادات تيّار المستقبل، ليتواصل مع ناخبي التيّار محاولًا استمالتهم إليه بالتعاون مع بعض الحالمين بالكرسي النيابي، والذين حرمهم وجود التيّار من الترشح سابقًا.

ولا شك أن نجاح السنيورة بإيصال مرشّحيه إلى الندوة النيابيّة، يعني إنهاء الحالة السياسيّة التي يمثلّها الرئيس سعد الحريري، واستبدالها بحالة سياسيّة سنيّة جديدة، واجهتها السنيورة، وعقيدتها ومبادئها مستمدّة من حزب القوات اللبنانيّة.

الاقتراع أو اللا اقتراع اليوم هو استفتاء لدى الشعب اللبناني بشكل عام، والشارع السني بشكل خاص، حول أي لبنان يختارون، لبنان المتمثّل بالرئيس الحريري وتيّاره بإرثه وتاريخه وخطّه، أو لبنان المتمثّل بالسنيورة المتمرّد وخلفه القوات اللبنانية.

بيان لتيار المستقبل حول الانتخابات النيابية
تأكيداً على التعميم الصادر عن التيار بخصوص المشاركة في الانتخابات النيابية والترشح لها ، والصادر بتاريخ ١٤ شباط ٢٠٢٢ ، والذي يحدد الموجبات التنظيمية في حالة مشاركة منتسب أو منتسبة الى تيار المستقبل في الحملات الانتخابية لأي من المرشحين ، وإنفاذاً للقرار الصادر في هذا الشأن عن الرئيس سعد الحريري، وتوضيحاً لمراجعات عشرات المنتسبين الى التيار بخصوص المشاركة في الحملات الانتخابية او عدمها ، يعلن الآتي : 
اولاً – ان قرار تعليق العمل بالاستحقاقات السياسية والانتخابية وعدم الترشح للانتخابات النيابية او المشاركة بانشطتها يشمل حصراً الحزبيين والحزبيات في تيار المستقبل ، وهو لا يعني جمهور التيار الذي له حرية القرار والاختيار . 
ثانياً – يتوجب على أعضاء التيار استناداً لهذا القرار  الامتناع عن التسويق لمشاريع انتخابية أو لأي  من المرشحين وعدم المشاركة في أي نشاطات او ماكينات انتخابية.
ثالثاً – على كل منتسب أو منتسبة الى تيار المستقبل في حال العزم على المشاركة باي نشاط انتخابي، تقديم استقالة خطية إلى الهيئة التي ينتمي / تنتمي اليها أو الى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية.
رابعاً – يؤكد التيار على مضمون التوجهات التي اعلنها الرئيس سعد الحريري في الاجتماع الاخير لكتلة المستقبل النيابية ، ويتمنى على كافة الحزبيين والاصدقاء الراغبين بالترشح الالتزام بها، خصوصاً لجهة الامتناع عن استخدام شعارات التيار وادبياته المعروفة.