أوقفوا ذل القطاع العام وادفعوا لكل عسكري وموظف راتبه في مركز عمله

قد يختلف اللبنانيون على كل شيء، لكنهم يتفقون جميعهم على أن لا ثقة في المصارف بعد الآن. فهذه المصارف التي أساءت الائتمان، فحجبت عن المودعين أموالهم بغير حق، وتمعن في ذل من يوطّنون رواتبهم لديها مع نهاية كل شهر، لم تعد الجهة الأمينة على أموال الناس ورواتبهم، ولا سيما في القطاع العام.

فمشهد الإذلال الذي شاهدناه في الأمس، مرشح للتكرار وبصورة أبشع يوم الغد، فعدد موظفي القطاع العام، العسكريون والمدنيون هو عدد كبير جدًا، في مقابل عدد محدود من موظفي المصارف، هذه المصارف التي يتضاءل عديدها وتضعف إمكانياتها وتغلق فروع لها في كل يوم، وهذا ما سيؤدي حتمًا للطوابير والازدحام والتدافع.

الحل الوحيد هنا هو أن يقبض كل عسكري وكل موظف راتبه في مكان عمله، بالتعاون والتنسيق والتدقيق مع وزارة المالية ومصرف لبنان، بانتظار معجزة تعيد العافية للقطاع المصرفي اللبناني، وهي معجزة قد تحصل وقد لا تحصل، في زمن انتهت فيه المعجزات، وفي بلد غضبت عليه السماء.

                محمد ه إسماعيل