إنتخابات بعلبك الهرمل: مال انتخابي واستغلال فقر الناخبين، والقوات تواجه الثنائي الشيعي بلائحة يقودها شيخ شيعي
لا شك أن الضائقة الماليّة التي يعاني منها الناخبون على مستوى لبنان بشكل عام، وبعلبك الهرمل بشكل خاص، جعلت منهم لقمة سائغة أمام المرشحين المتموّلين، والذين يوزعّون الأموال يمينًا وشمالًا. إذ يكفي أن تمر من أمام مراكزهم الانتخابية، لتجد مضافاتهم مليئة بالناس الطامعين بظرف فيه عدة من الأوراق من فئة ال ١٠٠ ألف ليرة لبنانية. فعوضًا عن جري المرشح إلى أماكن الناخبين لطلب ودّهم، نراهم يحجّون إليه، وهو مختالٌ فخورٌ يكاد ينفجر من الزهو والغرور.
الناس، في كافة الدوائر الانتخابية وعلى طول الوطن، غاضبون من أداء النواب الحاليين والسابقين، الذي أوصل البلاد إلى هذا المستنقع الذي تقبع به، إلا أنه بمعزل عن الإغراءات الماديّة، فالبديل المطروح لم ينجح حتى اليوم في إقناع المواطنين، بأنه يشكّل الخيار الأفضل والتغيير المطلوب. وإذا كانت اللائحة التي يشكلها الثنائي الشيعي في بعلبك، لا تعلن عن أسماء مرشحيها إلا قبل قترة قليلة من إغلاق باب الترشيح (باستثناء مرشح حركة أمل الوزير غازي زعيتر)، فإن ما يعرف بلائحة القوات اللبنانية قد بدأت تتكشّف برئاسة الشيخ عباس الجوهري والتي تضم معه، النائب الحالي عن القوات اللبنانية أنطوان حبشي، والمرشح عن المقعد السني الدكتور صالح الشل الذي أعلن عن ترشّحه بالأمس.
ويُحسب على المعارضة أنها لم تنجح في الدورات الانتخابية السابقة في الاتفاق على لائحة موحّدة قويّة، ويبدو أنها لن تنجح هذه المرة أيضًا، إذ يُتوقع أن يزيد عدد اللوائح المعارضة على أربعة لوائح وهذا ما يؤدي إلى توزع الأصوات المعارضة وشرذمتها.
عدد الذين أعلنوا عن رغبتهم في الترشّح قد جاوز ال ٧٠ مرشحًا يتنافسون على ١٠ مقاعد نيابية: ٦ شيعة، ٢ سنة، بالإضافة إلى مقعد واحد لكلّ من الموارنة والكاثوليك. لكن اغلبهم لم يترشح رسميًّا حتى اليوم ما يترك الأمور على احتمالات غير محدودة.
إذن، ما هي إلا أيام وأسابيع قليلة حتى تبدأ الصورة العامة للمرشحين بالتبلور، واللوائح بالتشكّل، لكن الأكيد أن لا شيء من اللوائح والبرامج المطروحة حاليًا قد اقترب من آمال وطموحات أهل بعلبك ورغبتهم في التغيير والتطوير.