الفوعاني من بلدة الغازية/الجنوب: للانتقال من الرؤية الضيقة الى رحاب صناعة حوار داخلي وموضوعي
في بلدة الغازية في جنوب لبنان وفي مسجد الشحوري/معهد الإمام الصادق (ع) وبحضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله ورئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني والمسؤول التنظيمي لاقليم الجنوب نضال حطيط وحشود غفيرة
وبعد كلمة سماحة الشيخ حسن عبدالله حول مفهوم عاشوراء وربطها بالحياة وإعطاء البعد الحقيقي لبناء الأمة وتثبيت مفاهيم العدالة والمساواة والعيش الكريم
وبعدها القى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني كلمة جاء فيها:
كربلاء..صرخة الأرض تحفظ وجه السماء…تردد الشّهادة ملائكة .. تراتيل أجساد مضرّجة بالاباء… باب جنّة .تعرج إليها أرواح تقى..و أقداح سنا..
كربلاء نبوءة كرامة وميثاق وارث امل.
نأتيك عزلا..يا ذاكرتنا المولودة من رحم القهر والوجع والحرمان
أعيدي إلينا أطياف ملحمة النصر طرف لهفة..فندرك كيف تكون وقفة الاباء بين السيف و النار..
نبكي بين يدي الحسين
..بنا جذوة من حياة تنبض فيه كرامة انسان..
الرأس الشامخ فوق الرماح غمد ثباتنا….وصوت زينب زلزل عرش الطاغية رمح انتصارنا
كربلاءُ..يا صلاة الأحرار..وصدى عين البنية ..أيتها الجاثية فوق جدران الزمن
..ها انت..تلملمين رفات السنين من ايدينا..
ومن حنجرة الوقت..حركة امل تحمل ميثاقها شاهدا حيا..على الطاغية الذي لم يمح الذكر و لم يمت الوحي..ولم يرحض عنه العار…
وما بدلنا…
وتابع الفوعاني: يقول الإمام القائد السيد موسى الصدر: (إن الحسين بإستشهاده صان القيم وبموته أحياها وبدمه ابرزها ورسمها على جبين الدهر ثم أدخلها في اعماق القلوب والعقول بعد ما هزّها وفجّرها بالفاجعة).
من هنا إن الإصلاح في أُمة جده، وهي الأمة المستمرة في الزمن حاضره كما ماضيه وكذلك في المستقبل، هذا الإصلاح هو أول عناوين ثورة الإمام الحسين(ع) لقوله: ” إني لم أخرج أشِراً ولا بطِراً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”، وكأنه يردد نداء أبيه عليّ(ع) الذي قال: (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سلطان ولا إلتماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونُظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المُعطلة من حدودك).
لذا يقول الإمام السيد موسى الصدر: (الحسين خرج لا حباً بالخروج وقُتل وحارب لا حباً بالحرب والقتل وإنما صيانةً للإسلام) ليمضي الإمام الصدر ويقول: ( الإحتفال بالحسين لا يكفي، الحسين لا يحتاج إلى ذلك، الحسين شهيد الإصلاح، فإذا ساعدنا في إصلاح أُمة جده نصرناه، وإذا سكتنا أو منعنا الإصلاح خذلناه ونصرنا يزيد)…المطلوب في هذه الأيام، وفي ظل الوقائع السياسية وقضايا الإستبداد والظلم والفساد التي تعصف بمجتمعاتنا، العودة إلى خطاب الاصلاح الحسيني وتقديم النص الكربلائي بإعتباره مدونة تحمل كل عناصر مشروع النهوض والتغيير، وأن تقدَّم عاشوراء بإعتبارها أُطروحةً أصيلة تنتمي إلى هوية وثقافة وتاريخ شعوبنا التي وُضعت قسراً أمام استلهام النماذج الوافدة من خارج مداياتها الحضارية وثقافتها…
واشاد الفوعاني بالمكتب الثقافي المركزي لحركة امل من خلال المؤتمرات العاشورائية التي اسست عميقا لفهم واع والخروج على النمطية وجعل كربلاء رسالة تتجدد في كل تفاصيل حياتنا ..وشكلت هذه اللقاءات العاشورائية التي نظمها المكتب الثقافي عنوانا جامعا ومدرسة تجدد الوعي الحقيقي انطلاقا من فهم الامام القائد السيد موسى الصدر
وفي الشأن الداخلي اكد الفوعاني على ضرورة الافادة من المناخات الايجابية وضرورة الانتقال من المواقف والرؤية الضيقة الى رحاب صناعة حوار داخلي وموضوعي يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية يمثل بارقة خير وأمل لكل اللبنانيين وبحمل قدرة على الحوار مع الداخل، ومع الشقيقة سوريا لحل مسألة النازحين وإعادتهم الى بلدهم…
وختم الفوعاني بالاستنكار لكل محاولات التطاول والتدنيس الممنهج الذي يستهدف القرآن الكريم تحت مسمى حريات الرأي والتعبير وفي الحقيقة هذا الأمر يستهين بكرامة كل الأديان على امتداد هذا العالم