حركة أمل في بعلبك: تصميم وتنظيم وجمهور عظيم

لبّيت بصفتي الإعلاميّة دعوة الأخوة في حركة أمل لحضور حفل انطلاق ماكينة الحركة للانتخابات النيابيّة الخاصة بدائرة بعلبك الهرمل، والذي أقيم في قاعة الجامعة الإسلامية في بعلبك. ولا أخفي سرًّا إذا قلت أن نسبة الحضور ونوعيته قد فاجئتني، وأنا من يحضر هذا الاحتفال للمرة الأولى.
زحمة السير كانت كبيرة خارج الجامعة على الأوتوستراد الدوليّ المكتظّ بالسيّارات، أما داخل حرم الجامعة فالزحمة كانت أكبر، وعلى الرغم من وصولي قبل الموعد بنصف ساعة، إلا أني بالكاد وجدت مقعدًا فارغًا بين الحشود الغفيرة التي ملأت كل المقاعد، لكوني قد عقدت العزم سلفًا على الجلوس بين الناس لمتابعة سلوكها وتفاعلها وردّات فعلها، وليس في المقاعد الأماميّة المخصّصة للإعلاميين.
مع اقتراب بدء الحفل، واستمرار تدفّق الحضور، طُلِبَ من الشباب والشابات الحركيين أن يخلوا أماكنهم للضّيوف، ولم يتأخروا في ذلك، فأصبحت كل المقاعد مشغولة جلوسًا، إضافة لعدد كبير من الشباب والشابات وقوفًا، وكان ملفتًا النسبة العالية من الإناث بين الحضور.

بدأ الحفل بالنشيدين الوطني والحزبي، من بعدها عرض مقطع فيديو عن أبرز الأحداث في السنوات الأخيرة، ثم كانت قراءة لنفحات عطرة من القرآن الكريم.
وكان تقديم المشاركين في الحفل مميّزًا، فبالعادة دور عريف أيّ حفل هو الربط بين الفقرات وتقديم الخطباء، إلا أن عريف الاحتفال الأستاذ حمزة شرف قد تجاوز هذا المعنى التقليدي بأسلوب أنيق وصوت يجذب الآذان وخطاب متماسك ومعبّر، ما يجبرك على الاستماع له من أول الكلام حتى آخره، فسرق اهتمام الحضور وأشعل حماسهم.
ونجم الحفل الوزير السابق النائب غازي زعيتر كان آخر من صعد إلى المنبر، علمًا أنه كان يجلس عند بداية الحفل في الصفوف المتأخرة، بين الناس ومعهم، وكنت أنا خلفه بمقعدين فقط، ما خوّلني لمس التفاعل الإيجابي بينه وبين الناس، والحواجز المرفوعة والقلوب المنفتحة بين النائب وناخبيه. وازداد التفاعل حرارة بعد صعوده على المنبر، ليلقي كلمته بصوت هادئ وأريحيّة تنمّ عن باعٍ طويلٍ في الخطابة، وخبرة كبيرة في الاندماج مع الجماهير والتأثير فيها. خبرة لعله اكتسبها من شخصيتين من الأكثر تأثيرًا في التاريخ اللبناني وفي صناعة هذا التاريخ، هما الإمام موسى الصدر، الذي رسم الطريق الحديث لتفاعل الشيعة وكل اللبنانيين مع باقي مكوّنات الوطن والانصهار معهم، والرئيس نبيه برّي، الذي يعترف له حتى ألدّ خصومه بأنه السياسي الأبرز والأكثر حضورًا وتأثيرًا على الساحة السياسيّة اللبنانيّة. وقد أكد النائب زعيتر على الالتزام التام والمطلق بالثوابت التي وضعتها قيادة الحركة التي تعنى بالبرنامج الانتخابي، وتطبيقه بعد الانتخابات.
إطلاق الماكينة الانتخابيّة لحركة أمل في بعلبك الهرمل، خبرٌ قمنا بنشره على موقعنا منذ يومين، لكنني أردت أن أنقل انطباعي الشخصي عن الحفل المرافق لها، لأن هذا الحفل قد عكس قدرة تنظيميّة كبيرة، وصوّب الضوء على جمهور كبير لحركة أمل، أكبر بكثير مما كنت أعتقده مخطئًا نتيجة للإعلام الموّجه، والدعاية المضادّة. ما جعلني أثق بشكل تام، أن نجاح النائب زعيتر في الانتخابات النيابيّة ٢٠٢٢ هو أمر محسوم ومؤكَد.

                      محمد ه إسماعيل