د. بولا رومانوس: دراسة تقييمية حول مستوى إطلاع المجتمع اللبناني على العلم الجنائي

إن تعريف العلم الجنائي يرتبط مباشرة بأهمية تطبيق مختلف مجالات العلوم بهدف خدمة القانون. تعتبر قضايا الحمض النووي من أكثر هذه المجالات تميزا بسبب التطور التقني المتسارع الذي يخولها أن تكون إلى حد كبير دليلا دامغا في المحاكم العالمية. من أجل تنفيذ إجراءات التحقيق الجنائي بشكل أفضل، أصبح الوعي العام للمجتمع ضرورة أساسية. إن هدف هذه الدراسة هو تقييم مستوى الإدراك لدى المجتمع اللبناني للعلم الجنائي و إستطلاع الرغبة بالتبرع بعينة حمض نووي لتسجيلها بقاعدة البيانات أو إستعمالها لاحقا في أبحاث علمية. بلغ عدد المشاركين في هذه الدراسة ٤٠٠ لبناني بالغ من الذكور و الاناث، موزعين جغرافيا على جميع المناطق اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، تم إختيار المتطوعين من جميع الأعمار و من مختلف المستويات العلمية و المهنية. كشفت هذه الدراسة، بعد إعتماد الأساليب الإحصائية اللازمة، أن فقط ٤٠ % من المشاركين هم على دراية بحيثيات العلم الجنائي و ٢٦ % فقط يقبل بالتبرع بعينة حمض نووي. إن نتائج هذا البحث تشير الى أن المشاركين الذين ينتمون إلى شرائح عمرية صغيرة نسبيا، و يحظون بمستويات علمية عالية، و المقيمين في المدن، و المستقلين مهنيا لديهم إلمام أكثر بالعلم الجنائي. كإستنتاج أولي، يوجد حاجة ملحة لزيادة نسبة الوعي للعلم الجنائي في المجتمع اللبناني. من الإقتراحات المطروحة في هذا المجال، إدخال بعض البرامج التعليمية في مناهج المدارس اللبنانية. نظرا لأنه من المبكر التنبؤ بشكل حاسم بمستوى إدراك العلم الجنائي، المزيد من الدراسات التقيميية الوطنية يجب أن تبذل في هذا المجال.

د. بولا رومانوس