اليمن المقا.وم، قلعة الصمود ومفخرة الأمة

شعب، صنع من الصبر سلاحاً، ومن الجراح وساماً، ومن الحصار مدرسة في الصمود.
شعب، تحمل أعباء الحرب والعدوان، وواجه القصف والتآمر دون أن ينكسر. أرادوا له الفناء، فكان شعلة المقا.ومة التي لم تنطفئ.
هم الشرفاء في زمن تكالبت فيه الأمم عليهم، وتخاذل فيه الكثيرون عن نصرتهم. لم يبيعوا قضيتهم، ولم يركعوا للمحتل أو المستبد، ولم تغرهم الأموال ولا الإغراءات. شرفهم هو الكرامة التي دفعوا ثمنها غالياً، وها هم يسطرون أعظم صفحات العزة.
حملوا لواء الدفاع عن الأمة بأسرها، في وقت تخاذل فيه الكثيرون. لم يقاتلوا دفاعاً عن أرضهم فحسب، بل كانوا حصناً للأمة أمام مشاريع الهيمنة والتقسيم. قاتلوا من أجل فلسطين، من أجل الحرية، ومن أجل ألا يمر المشروع الصه.يوني في منطقتنا.
حين سالت دماء الأبرياء في فلسطين، لم يكتفوا بالكلمات، بل جعلوها ناراً تحرق العدو. في الوقت الذي اكتفى فيه كثيرون بالمشاهدة، كانوا هم في مقدمة الملبين لنداء القدس. لم تخذلهم المسافات ولا الحصار، لأن النخوة تسري في عروقهم.
ورغم كل ذلك، يتعرض اليمن اليوم لأعنف الغارات الأميركية، في محاولة يائسة لتركيع هذا الشعب العظيم. لكن هذه الغارات، بدلاً من أن تضعف إرادتهم، تزيدها عزيمة وإصراراً. فالطائرات الأميركية قد تقتل الأبرياء، لكنها لن تقتل الروح المقا.ومة التي تسري في دمائهم.
إن نصرة اليمن تعني نصرة خط المقا.ومة، نصرة فلسطين، نصرة الحق في وجه الطغيان. ومن يقف مع اليمن اليوم، يقف مع مشروع الأمة في التحرر والاستقلال، ومن يدعم فلسطين، يجد في اليمن حليفاً صادقاً لا يعرف التخاذل. فالمعركة واحدة، والعدو واحد، والخيار واضح: إما مع محور المقا.ومة، أو في صف المستعمرين والمتآمرين.
اليوم، تقع على الشعوب العربية والإسلامية مسؤولية كبرى، فعليها أن تنتصر لمن وقفوا في الصفوف الأولى دفاعاً عن كرامتها. وليكن دعم اليمن جزءاً من دعم القضية الفلسطينية، ولتكن المعركة واحدة ضد كل من يريد لأمتنا الخضوع والاستسلام.
إن فلسطين الأبية لن تتحرر إلا بوحدة الأحرار، ولن يهزم العدو الصه.يوني إلا بتكاتف المقا.ومين في كل مكان. إنها معركة وجود، لا مجال فيها للحياد، فإما أن نكون أمة كريمة حرة، أو أن نترك الأعداء يتحكمون في مصيرنا.
لقد ظنوا أن واشنطن وتل أبيب هما من ترسمان مستقبل المنطقة، لكنهم أخطأوا التقدير. فالتاريخ يكتب اليوم في ميادين الصمود، لا في أروقة السياسة، فاليمنيين الشرفاء، بصمودهم، بثباتهم، بإيمانهم بعدالة قضيتهم، هم الذين سيغيرون الشرق الأوسط، وليس أميركا. فالمعادلة لم تعد كما كانت، والمستقبل يصنع على أيدي المقاومين، لا على طاولات المساومات.

د. وشاح فرج