متى سيرفع الدعم عن قطاعي الاتصالات والكهرباء؟
ما من عاقل في هذا البلد إلا ويعلم علم اليقين أن رفع الدعم عن قطاعي الكهرباء والاتصالات هو مسألة وقت لا أكثر. فبعد رفع الدعم عن المحروقات والغذاء والدواء فإن الدور القادم هو على الكهرباء والاتصالات.
في الكهرباء كان لافتًا تصريح وزير الطاقة حول مشروع تأمين الكهرباء بسعر أرخص من سعر مولدات الاشتراكات الخاصة كما أكّد عزم الدولة على رفع تعرفة الكهرباء بما يتلاءم مع زيادة الكلفة مع تضخّم سعر الدولار نسبة لسعر الصرف الرسمي.
أما في الاتصالات، وعلى الرغم من نفي وزير الاتصالات بين الفينة والأخرى فقدان بطاقات التشريج، إلا أنه لم ينفِ أن تسعير هذه البطاقات على ال ١٥٠٠ ليرة لبنانية سيصبح قريبًا من الماضي الجميل، واليوم نرى تهافت المواطنين على شراء بطاقات التشريج بشكل غير مسبوق.
وكما حصل في طوابير البنزين من سوء خدمة وانقطاع للمادة ما سهّل قبول الناس برفع الدعم شرط انتهاء هذه الطوابير، وكما انقطع الدواء تمهيدًا لرفع الدعم عنه بداية مع الوزير السابق واستكمالًا مع الوزير الحالي، فإن الانقطاع المتواصل في الكهرباء، والخدمة الرديئة جدًا في الاتصالات، يمثّلان المدخل لهذه السلطة في رفع الدعم عن هذين القطاعين.
إذن، سيتم رفع الدعم عن الكهرباء والاتصالات في القريب العاجل جدًا إذا تيقّن أصحاب القرار أن لا انتخابات نيابية قادمة، وقد يتم تأجيله إلى بعد الانتخابات على أبعد تقدير كي لا يؤثر على قرار الناخبين. فرفع الدعم هو أحد الشروط الأساسية لصندوق النقد الدولي، والدولة تحاول من خلال رفعه إثبات قدرتها على تلبية شروط هذا البنك طمعًا بالحصول على بضعة مليارات منه.
محمد ه إسماعيل