الفوعاني: يذرفون دموع التكاذب ويكتبون إبراء مستحيلا ويراكمون ديونا بصفقة بواخر العتمة
أحيت حركة امل – اقليم بيروت ليالي عاشوراء بمجلس عزاء حسيني أقيم في باحة عاشوراء – معوض، بحضور السفير الايراني مجتبى أماني أعضاء من كتلة التنمية والتحرير، أعضاء من هيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الاستشاري في الحركة وقيادة اقليم بيروت، لفيف من العلماء، قيادات حركية وكشفية، فعاليات سياسة واجتماعية وأمنية، وحشد من المؤمنين غصّت بهم خيمة معوض والباحات المجاورة.
وألقى كلمة حركة أمل رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني جاء فيها:
بداية استعير من كلام الأخ الرئيس نبيه بري إذ يقول: “عـاشـــوراء هي باء البسملة تمسك اللغة التي تفرقت عن دمك! مقابل “كربلاء” المركبة من “كرب” و”بلاء”.
نقول “بعاشوراء” التي هي “العيش” والانبعاث والعودة للحياة!
“فقلوبهم معك وسيوفهم عليك”
تفرقوا عند حياتك واجتمعوا بكاء وندبا وتوبة، يجلدهم التاريخ يجلدون انفسهم بسوط الندم والشمس.
ومن عصر الى عصر، ومن مسافة أعمقَ في الزمن والتاريخ الى مساحة تتسع للجغرافيا، والانسان، كبرنا نحن والقضية.
حتى اضحت في كل بيت موال لآل البيت “ان لم يستقم دين جدي الى بقتلي، يا سيوف خذيني !”
ونحن ياسيدي أحفادك وحواريو المسيح الذين رافقوا جدك في هجراته على عهدك ورسالتك:
بقاع راعد وجنوب واعد وضاحية إباء وكرامة وشمال وفاء وجبل أشم.
أمام عين الشمس يقطع عباسنا ويذبح قاسمنا، وتسبى سكينة، ولكنها مدرستك “لا نقر إقرار الذليل ولا نفر فرار العبيد”
هو عهد موسى الصدر ووعد أمل من بلال إلى سعد إلى كل الشهداء.
أولسنا على حق؟ لا نبالي اذا وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.
معلوم انه اذا كان الحدث في التاريخ يغير مسرى من مسار التاريخ، فقد شكلت كربلاء، عملية تفجير وتغيير وتأثير دائمة.
بل لولا حصول كربلاء، هل كنا نقرأ كتب التاريخ بذات الاسطر القائمة؟
لو اختار الحسين غير شهادته، هل حصلت الثورات والحركات التي نعيشها او نعيش نتائجها اليوم؟!
“انكم يا اخوتي الثوار كموج البحر متى توقفتم انتهيتم”
كربلاء النخيل وتاريخ الظل
نستأذنك الى كربلاء من الامام الحسين(ع)، وصولا للمقاومة في الجنوب، من التين والزيتون في الجنوب الى حجارة السجيل في فلسطين، الينا، للقبضة الحسينية، يستأذن العالم كل العالم الدخول اليك، الى محرابك!
صراع الظالم والمظلوم، للظالم امداداته الدنيوية وللمظلوم امداد واحد هو مداد كربلاء.
واضاف الفوعاني “لم تكن عاشوراء حركة في سبيل طلب السلطان أو الحكم، بل الباعث والهدف من وراء حركة الامام الحسين(ع) إصلاح أمر المسلمين، ولأجل احقاق الحق وإقامة دولة العدالة الاجتماعية يقول الامام الحسين(ع): “اني لم اخرج اشرًا ولا بطرًا، انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله أريد ان آمر بالحق وأنهى عن المنكر”.
وتابع الفوعاني “حينما اطلق الامام القائد السيد موسى الصدر حركة أمل في 17 آذار من العام 1974 من ساحة القسم في بعلبك، كانت المناسبة أربعين الإمام الحسين(ع) وحينما أعاد القسم في صور كانت المناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(ع)، في تأكيد على أن ارتباط ولادة حركة أمل بعاشوراء.
ثورة الامام الحسين(ع) جاءت تحت (عنوان الإصلاح)، والاصلاح هنا لا يقتصر على البعد الديني فقط بل يتعداه إلى البعد الاجتماعي والإقتصادي والسياسي والوطني، الإمام الصدر حدد عدوين يجب محاربتهما: الحرمان على تخوم المجتمع في الداخل، واسرائيل على تخوم الحدود في الجغرافيا”.
وأكد أن “عاشوراء بنظر الامام الصدر حركة قامت لأهداف سامية بعيدة كل البعد عن حاجات ومصالح فردية ضيقة فالامام الحسين(ع) “قُتِلَ لأجل أهداف، واذا قتل هو فأهدافه قائمة بيننا وموجودة فينا أهدافه الحق، الدين، أهدافه الصلاة، أهدافه الإصلاح، أهدافه معاونة الضعفاء، ونصرة المظلومين، أهدافه المطالبة بالحق والسعي وراء الحق..”.
وأضاف “عاشوراء كانت المحرك والباعث لمواقف الامام الصدر “فعاشوراء في أبعادها تعلِّم الأجيال، كل الأجيال وتفتح أمام الأجيال، كل الأجيال طرق النجاة وطريق الخلاص”، كان الإمام الصدر يرى ان عاشوراء هي امتداد للصراع المستمر بين الظالم والمظلوم، ولم تكن حركة آنية بنت ساعتها ولأجل مجتمع معين، بل هي حركة للمستقبل، ولكل الأجيال والمجتمعات الماضية والحالية والقادمة.
وأشار الفوعاني إلى أن هم الامام الصدر كان ان تبقى عاشوراء حركة فاعلة ومؤثرة، وان يستفاد من هذه الحركة من اجل تحويلها وقودًا دافعًا لمقارعة الظلم والظالمين، والثبات على الموقف الحق، وعدم التزحزح عنه مهما كانت الاثمان، دون خوفٍ أو وجلٍ من الكثرة والقوة أو السلطة، تمامًا كما كان الإمام الحسين(ع) وأصحابه ثائرين صامدين، بواسل أمام جبروت السلطة وطغيانها، هنا يؤكد الامام الصدر أن: “ذكرى عاشوراء يجب ان تبقى حية مؤثرة في حياتنا كما كانت المعركة فتحولها إلى دافع للوقوف القوي الثابت إلى جانب الحق مهما بلغت التضحيات”.
وتابع “فالانتصار للامام الحسين(ع) يبدأ من عدم الصمت، يبدأ من رفض الظلم، يبدأ من تأييد الحق ولو كان ضد المصلحة الخاصة، يبدأ في سلوك سبيل الحق، فنصرة الامام الحسين(ع) في نظر الامام الصدر، تكون في العودة إلى جادة الحق والصراط المستقيم، والابتعاد عن الانحراف ولو كان جزئيًا، وإعادة الحقوق ولو كانت صغيرة، ان كفكفة دمعة اليتيم، وترك الشهوات، والتحرر من الأهواء، هو نصرة للامام الحسين(ع)”.
وأردف “نحن على حد قول الامام: “حينما نغير أنفسنا، حينما نجعل الهنا الله نفسه، لا هوانا اذا اصطدمت مصلحة أخي مع الحق، أفضل الحق عليه، اذا اصطدمت مصلحتي مع الحق افضل الحق على نفسي، واذا اصطدمت مصلحتنا مع مصلحة غيرنا وكان الحق معهم نسلك سبيل الحق ونصبح جزءًا من بحار الحق هذا هو السبيل… البدء يجب ان يكون منا ونحن لسنا فقراء ولسنا صغارًا، والحر هو الذي يتحرر من نفسه”.
ورأى الفوعاني أن دولة الرئيس نبيه بري اشار الى ان لبنان بخطر ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا “إننا نعبر في حركة امل عن ارتياح للزيارات التي يقوم بها الموفد الفرنسي السيد لودريان الى بيروت، واللقاءات التي تصب بضرورة الدفع نحو اجراء حوار داخلي ومعالمه واضحة تبدأ خلال الأسبوع الأول من شهر أيلول، ما يجعلنا جميعا مدعوين كقوى سياسية مسؤولين عن انتاج موقف موحد وان يستفاد من هذا الوقت لتهيئة المناخات الإيجابية”.
وأضاف “نؤكد في حركة امل على حوار وطني داخلي ،طالما دعينا اليه مرارا وتكرارا، وما زلنا نؤكد عليه في ظل ما نعانيه من سلسلة الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والمالية ولاسيما مع قرب انتهاء ولاية حاكمية مصرف لبنان حيث كنا نأمل ان لا يتم التعاطي بهذه الخفة في مقاربة الملفات التي تفرض الأصول وجوب تعيين حاكم جديد يضطلع بدور اساس، وليتحمل كلّ مسؤليته حيث يعمد البعض لسلسة التعطيل المتعمّد ونحن لا نريد ابدا مطلق حديث عن التمديد”.
وأكمل “نذكر ان فريقا يمعن تعطيلا وهدما للمؤسسات أصر على إعادة تعيينه ومن خارج جدول الاعمال في العام ٢٠١٧، وهاهم اليوم يذرفون دموع التكاذب ويكتبون إبراء مستحيلا ويراكمون ديونا على الشعب يناهز الأربعين مليارا من الدولارات بصفقة بواخر العتمة، والسدود القاحلة، ونحن اصحاب قول وفعل (ومابدلنا) وهم ما برحوا اصحاب شعار (ما خلونا)”.
وتوقف الفوعاني عند مشروع الموازنة التي تفتقر الى توجيهات واضحة لحماية الفئات المحتاجة وتسحق ما تبقى من طبقات وسطى ومحرومة، وهي موازنة تقوم على زيادة الرسوم والضرائب اساسا لزيادة ايراد الموازنة، ودون ان ينعكس ذلك على زيادة الإنفاق الاجتماعي ولاسيما في ظروفنا هذه.
وختم الفوعاني بالتأكيد على ضرورة حفظ الوطن والانسان وحفظ المقاومة التي تمثل العزة والكرامة، مؤكدا الوقوف إلى جانب فلسطين ومقاوميها حيث بالمقاومة والمقاومة فقط تستعاد الحقوق، وتحفظ الكرامات.
وتلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والختام كان مع لطميات حسينية بمشاركة جمع من المؤمنين.