الفوعاني :واهم من يظن ان الوطن يستطيع مواجهة التحديات دون التحصين السياسي والاجتماعي

 

رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل مصطفى الفوعاني ان لبنان يمر بمرحلة صعبة نحتاج معها الى تكاتف الجهود وتخفيض سقف الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي وضرورة التلاقي والحوار الداخلي، انطلاقا من رؤية متكاملة كان الرئيس نبيه بري وفي مختلف المراحل يؤكد عليها كي لا تصل الامور الى ما آلت اليه اليوم من انهيارات اجتماعية وتربوية وصحية وانهيار على مستوى الخطاب السياسي الذي يأخذ ابعادا مخيفة في وقت تشهد المنطقة حوارا وتسويات هادئة.

كلام الفوعاني جاء خلال رعايته احتفالا حاشدا نظمته جمعية كشافة الرسالة الاسلامية لمناسبة حفل تكليف الفتيات الرساليات في مدينة الهرمل في قاعة الأسد بحضور مفتي الهرمل الشيخ علي طه ، قائمقام الهرمل طلال قطايا، رئيس بلدية مدينة الهرمل صبحي صقر نائب المفوض العام عبده صيدح، عضو المجلس الاستشاري الحاج ابو هيثم ناصر الدين، ومفوض البقاع فؤاد حسن ومسؤولة شؤون المرأة في البقاع سعاد دبوس، ومسؤول المنطقة محمد ناصرالدين ورئيس مستشفى الهرمل الدكتور سيمون ناصرالدين ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات تربوية واجتماعية وثقافية وسياسية وكوادر حركية وكشفية.

واكد الفوعاني ضرورة ان نشهد في لبنان مؤسسات تربوية وتعليمية تربي الاجيال على المواطنية الصحيحة وليست على العصبيات والانانية، وان يكون فيها الانسان مواطن قادر على تمييز الصح من الخطا فلا تغمض عيناه على حب الانا وتكفير الاخرين.

وشدد على انتاج اجيال ملتزمة مؤمنة تتعاطى مع العلوم والتطور من المنظور الايماني والسلوكي وليس من جهة الشكل والمظهر، وان تتعاطى الاجيال مع واجباتها على اساس خدمة الكل وليس العناية بالفرد فقط.

ورأى الفوعاني اننا نعيش ديمومة الصراع بين الحق والباطل وبين النور والظلام وبين العام والخاص ولكن علينا ان نتحرك امام هذا الصراع ومهما بلغت قوتها وحدتها وفق معايير العقيدة التي نحملها، وان تكون تعاليم هذه العقيدة سلوكا يوميا كما اوصانا الامام موسى الصدر نحمل معه كل اشكال احترام الانسان وخدمة الانسان، وان يكون الايمان الحقيقي كما اراده الانبياء والرسل والاولياء ايمانا من اجل الوطن ومن اجل الحق ومن اجل الانسان لان الدين لا يمكن ان نجرده عن خدمة الانسان وحماية الاوطان وحب الحياة واعمار الارض.

وبارك الفوعاني للفتيات تكليفهن، اعتبر ان حفل تكليف الفتيات هو محاولة ايمانية عميقة تاتي من صلب الاسلام الذي دعا الى تحصين المراة بالحجاب والايمان والعلم والعطاء لان الام المجاهدة التي صبرت وقدمت من ما تملكه من اجل الاوطان هي امراة صابرة كصبر زينب وجهاد علي ونهج الامام موسى الصدر وحامل أمانته دولة الرئيس نبيه بري.

واضاف الفوعاني :اننا في حركة امل ونهج السيد موسى الصدر نؤمن بان هذا الوطن لجميع ابنائه وتحت سقفه نتحاور ونريد ان نعيش جميعا بذمة بعضنا البعض ،الجميع بذمة الوطن وليس بذمم الطوائف والمذاهب.

وخاطب الفوعاني المكلفات بالحجاب، قائلاً: ان الحجاب الذي نعلقه اليوم تاجاً على رؤوس الفتيات وهو واحد في مظهره وفي جوهره يؤمن بوحدانية الخالق وينتمي لمدرسة النبي محمد ويؤمن بالتنوع الانساني والوطني ولا يشكل قلقاً عند الاخرين بل ديدنه العيش المشترك لان السلم الاهلي هو الاساس في بناء الوطن، وكما نؤمن بأن الخطر كامن على وطننا من (اسرائيل) والارهاب التكفيري.

واشار الى اهمية الحجاب الذي يعتبر حصنا للمراة لاننا دون الحصانة وتحصين النفس لا نستطيع ان نواجه التحدايات وان السلم الاهلي والوطن يحتاجان الى حصانة ولمواجهة التحدايات، وواهم كثيرا من يظن ان الوطن يستطيع ان يواجه التحديات دون التحصين السياسي والامني والاقتصادي وهذه مسؤوليات الجميع ولا يستطيع احدا ان يتنكر لمسؤولياته ابدا لان الدور الاصلاحي للامام الحجة المهدي، هو نفسه يحتم علينا مسؤوليات الاصلاح في مجتمعاتنا وامتنا وهذا الاصلاح هوما كان يصبو اليه الامام القائد السيد موسى الصدر.

وكان الاحتفال بدأ بتكريم الفتيات وبعدها القى مفتي الهرمل الشيخ علي طه كلمة من وحي المناسبة مشددا على دور المرأة الرسالية من خلال مفهوم الاسلام ومن خلال فكر الامام القائد السيد موسى الصدر والدور الكبير الذي اضطلع به لتعزيز المرأة وصولا لتعزيز قوة المجتمع.

و ختم الشيخ علي طه مشددا على اهمية تكليف الفتيات اللواتي يلقى على عواتقهم اليوم مسؤولية الاحكام الشرعية والالتزام الديني كما يتحملن سائر المسؤوليات الاسرية والوطنية والاجتماعية وبالخصوص التحصيل العلمي الذي اوجبته شرعة السماء على البشر.

و تحدث عن التحديات الاجتماعية والانسانية التي تواجه المجتمع وبالخصوص المرأة التي كرمها الله تعالى وكانت محوراً اساسياً في وحي الرسالات السماوية ولم تكن يوما كما ارادها التجار ، تجارالانسانية سلعة ينحدرون معها وفيها الى الدرك الاسفل من العادات والاهواء بل نريدها الانموذج الانسانسي الصالح انموذجا زينبيا في كربلاء وفاطميا في تبليغ ونشر الرسالة الإنسانية.. اضافة الى فقرات واناشيد من وحي المناسبة.