الدكتور العاملي ينعى العلامة سعدون حمية

  { إنا لله وإنا إليه راجعون }

  { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }

    بمزيد من الحسرة والأسى نعى العلامة الحجة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي العلامة المجاهد الشيخ سعدون حمية رحمه الله الذي وافته المنية اليوم بعد معاناة مع المرض .. وجاء في بيان النعي : 

  ” لقد اختصر العلامة المجاهد الشيخ سعدون حمية رضي الله عنه في حياته المليئة بالحركة مسيرة طويلة من الجهاد والمواقف .. ونهل علومه الحوزوية على أيدي الفضلاء ، لينخرط في العمل التبليغي مبكراً .. وهو من العلماء القلائل الذين دعموا حركة الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر في بداية نهضته .. كما واكب مسيرة الإمامين الراحلين الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبد الأمير قبلان رحمهما الله حتى آخر يوم من حياتهما .. وتميز بالثبات في المواقف السياسية ، فلم يكن يبيع ويشتري في مواقفه السياسية كما فعل الكثيرون ، بل بقي على نهج الإمام الصدر حتى آخر نفس من أنفاسه .. 

   عرفته قبل ثلاثين سنة ، وكنا نعمل سوية في العمل التبليغي بين لبنان ودمشق ، وبدأت أنشطتي في مجالس عشيرة آل حمية قبل نصف قرن بمتابعة حثيثة ورعاية منه ، وكان يحرص على دعوتي للمحاضرة وقراءة مجالس العزاء الحسينية في كل قرى البقاع موقناً أن الحاجة ماسة للتبليغ الديني فيها ، كما اختصني بالدعوة لمناسباته الشخصية ، سيما عندما قرأت في عزاء والدته الطاهرة رحمها الله والكثير من أرحامه .. وكان متابعاً لمجالسي في مصلى الجمعة الكبير في حرم السيدة زينب عليها السلام وفي مكاتب العلماء والحسينيات في ريف دمشق لسنوات طويلة .. وكان دائم اللقاء بي والتواصل معي والصحبة لي في مناسبات شتى بين لبنان ودمشق .. 

    أنسنا به وبمجالسته وبشجاعته وتقحمه لحل المشكلات .. وكنا ننزل بضيافته في دارته في البقاع عندما نقرأ المجالس هناك .. تاريخه حافل بالعطاء والترويج لعقائد الشيعة وفقههم ، واستغل رحلاته للحج والزيارات لتعليم الناس العقيدة والأحكام .. 

    رحمك الله أيها العالم المجاهد والصديق الوفي والمخلص في خدمة الدين وأهله .. وجزاك الله أوفى الجزاء ، وحشرك الله مع الزهراء التي كنت تكثر في مجالسها البكاء .. وإلى روحك ثواب الفاتحة ” ..